واستحالت زاوية في حجرة متوسطة الى محراب ومصلّى .. وبالرغم من عنف الرياح الخريفية في أخريات تشرين فقد كانت كلمات فاطمة تبشر بالربيع القادم من الأفق البعيد البعيد ... لقد سمعت عن أبيها قوله :
ـ رجل من أهل قم يدعو الناس الى الحق ، يجتمع معه قوم كزبر الحديد ، لا تزلّهم الرياح العواصف ١٤٠ ...
وفيما كانت الرياح الخريف تعصف بعنف ، والعالم يموج بالفتن والمؤامرات ، و« مرو » غارقة في الدسائس ، وبغداد في فوضى ... جلست فاطمة في محرابها ... في سكينة وطمأنينة .. وكانت روحها المتوهجة بإيمان لانهائي تسطع من عينين نجلاوين ... كحورية قدمت من سماوات بعيدة.
جلست فاطمة تحدّث أهل الأرض قبل أن تعود الى أرض الوطن ..
هكذا بدت فاطمة بوجهها المضيء يلفّه خمار وردي ، ورداء أبيض بلون حمائم السلام ..
وفيما كانت « عُليّة » ١٤١ عمّة خليفة « مرو » واخت خليفة « بغداد » تصدح بالغناء .. وبغداد اللعوب لاهية .. بغداد التي نصب ابن شكلة خليفة .. وحتى لا يكون الرضا خليفة!