جلست فاطمة في المحراب تحدّث :
ـ سمعت فاطمة بنت جعفر الصادق قالت :
سمعت فاطمة بنت محمد الباقر قالت :
سمعت فاطمة بنت علي السجّاد قالت :
سمعت فاطمة بنت الحسين قالت :
سمعت زينب بنت علي قالت :
سمعت فاطمة بنت رسول الله قالت :
سمعت رسول الله يقول : « ألا من مات على حبّ آل محمد مات شهيداً » ١٤٢.
وكانت الكلمات المقدّسة تستحيل الى بذور في الأرض الطيبة التي ستكون « مأوى الفاطميين » ١٤٣.
وفي ليالي ربيع الثاني ، وفيما كانت الخريف يلملم أيامه القليلة ويثير برياحه الحنين في قلوب الغرباء ... كانت مواقد الشتاء تتوهج استعداداً لليالي البرد الطويل ... ودعوات من القلوب المفعمة بحب النبي وآله تصّاعد الى السماء أن لا ترحل فاطمة .. أن تبقى هذه الروح الملائكية بينهم .. ولكن الروح عندما يشتدّ سطوعها يعجز الجسد الآدمي عن حملها فتعود الى السماء .. وقد ازاحت عنها اردية الطين وتراكمات التراب ..