ـ كيف نشكر السيّدة العلويّة على حسن صنيعها الليلة الفائتة؟!
ـ كان « كولاكاً » ٢٠٤ عنيفاً ... وضاعت علينا الطريق.
ـ لو تأخرت إضاءة المنائر لدقائق لكنّا من الهالكين ٢٠٥.
ـ فجأة رأيت نوراً يتألق يشبه نور الفنارات في المرافئ ..
ـ أهل البيت يا رفيقي مرفأ التائهين ..
ـ بعد غدٍ سنتوجه الى مشهد لزيارة شقيقها الرضا عليهالسلام.
ـ دعنا نمكث أيّاماً في ضيافة المعصومة ثم نتوكّل على الله ..
وكان الرضوي يصغي مأخوذاً الى نتف أحاديث المسافرين .. فتقدّم اليهم وقد امتلأت عيناه بالدموع قائلاً :
ـ يا أخوتي أنا الذي أضأت المنائر .. ولم أفعل ذلك من نفسي .. رأيت في عالم الرؤيا فتاة كالحوريّة .. يغمرها النور .. خاطبتني :
ـ قم! وأسرج قناديل المنائر .. قالت ذلك ثلاث مرّات.
هتف مسافر مبهوراً :
ـ يعني ان المنائر لا تضاء في مثل ذلك الوقت؟!
أجاب الرضوي :
ـ لا .. إنّنا نطفئ القناديل قبل منتصف الليل ، ثم نسرجها عند الفجر ساعة واحدة!
وترقرقت العيون دموعاً .. حبّا ومودّة وخشوعاً ..