نال الاسلام وأهله من الخير .. منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلاً.
وليس منكم الا لاعب بنفسه ، مأفون في عقله وتدبيره : إما مغن ، أو ضارب دف ، أو زامر. والله ، لو أن بي أُمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا ، فقيل لهم : لا تأنفوا من معائب تنالوهم بها ، لما زادوا على ما صبرتموه لكم شعاراً ودثاراً ، وصناعة وأخلاقاً ..
ليس منكم الا من إذا مسه الشر جزع ، وإذا مسه الخير منع ، ولا تأنفون ، ولا ترجعون الا خشية ، وكيف يأنف من يبيت مركوباً ١ ، ويصبح باثمه معجباً ، كأنه قد اكتسب حمداً ، غايته بطنه وفرجه ، لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل ، أو ملك مقرب. أحب الناس إليه من زيّن له معصية ، أو أعانه في فاحشة ، تنظفه المخمورة ، وتربده المطمورة ، فشتت الأحوال .. فإن ارتدعتم مما أنتم فيه من السيئات والفضائح ، وما تهذرون به من عذاب ألسنتكم .. والا فدونكم تعلموا بالحديد .. ولا قوة الا بالله ، وعليه توكلي ، وهو حسبي ».
المصادر : البحار ٤٩/٢٠٨ ، قاموس الرجال ١٠/٣٥٦ ، ينابيع المودّة /٤٨٤ ، الغدير ١/٢١٢ ، عبقات الانوار ١/١٤٧.
__________________
١. تكشف هذه الفقرات وفقرات سابقة مستوى انحطاط العباسيين الاخلاقي.