للمشرك ، وخالفت الله ورسوله في ذلك ، خلافة المضاد المعاند ١ ، فان يسعدني الدهر ، وَيُعَنِّي الله عليك بأنصار الحق ، أبذل نفسي في جهادك ، بذلاً يرضيه مني ، وان يمهلك ، ويؤخرك ، ليجزيك بما تستحقه في منقلبك ، أو تخترمني الأيام قبل ذلك ، فحسبي من سعي ما يعلمه الله عز وجل من نيتي ، والسلام .. ».
وثمة نص آخر للرسالة أورده أبو الفرج الاصفهاني :
« ... فبأي شيء تغرني؟ ما فعلته بأبي الحسن ـ صلوات الله عليه ـ بالعنب الذي أطعمته إياه فقتلته.
والله ، ما يقعدني عن ذلك خوف من الموت ، ولا كراهة له ، ولكن لا أجد لي فسحة في تسليطك على نفسي ، ولو لا ذلك لأتيتك حتى تريحني من هذه الدنيا الكدرة.
وجاء فيها أيضاً :
هبني لا ثأر لي عندك وعند آبائك المستحلين لدمائنا ، والآخذين حقنا ، الذين جاهروا في أمرنا فحذرناهم ، وكنت ألطف حيلة منهم بما استعلمته من الرضى بنا والتستر لمحننا ، تختل واحداً فواحداً منها.
ولكني كنت إمرءًً حبب إليّ الجهاد ، كما حبب إلى كل امرئٍ
__________________
١. يبدو أن تاريخ الرسالة في حدود سنة ٢٠٨ـ٢١٠ هـ وفي تلك المدّة ظهر المأمون على حقيقته في كثير من سلوكه وسيرته الذاتية.