بغيته ، فشحذت سيفي ، وركبت سناني على رمحي ، واستفرهت فرسي ، لم أدر أي العدوِّ أشد ضراراً على الإسلام ، فعلمت أن كتاب الله يجمع كل شيء فقرأته ، فإذا فيه : ( يا ايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ، وليجدوا فيكم غلظةً ) ..
فما أدري من يلينا منهم ، فأعدت النظر ، فوجدته يقول : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم ، أو إخوانهم ، أو عشيرتهم ) ، فعلمت أن عليَّ أن أبدأ بما قرب مني ..
وتدبرت ، فإذا أنت أضرّ على الاسلام والمسلمين من كل عدو لهم ، لأن الكفار خرجوا منه ، وخالفوه ، فحذرهم الناس ، وقاتلوهم ، وأنت دخلت فيه ظاهراً ، فأمسك الناس ، وطفقت تنقض عراه عروة عروة ، فأنت أشد أعداء الإسلام ضرراً عليه .. ».
المصادر : مقاتل الطالبيين /٦٣٠.