والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ألم تروها وما يليها في الظل أصيفر ، وما يليها من الشمس أخيضر »؟ قلنا : يا رسول الله كأنك كنت في الماشية؟ قال : « فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، ثم يرسلون في الجنة ، هؤلاء الجهنميون ، هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل ولا خير قدّموه ، فيقول الله عزّ وجل : خذوا فلكم ما أخذتم ، فيأخذون حتى ينتهوا قال : ثم يقولون : لو يعطينا الله ما أخذنا ، فيقول الله عزّ وجل : فإني لأعطيكم أفضل مما أخذتم ، ثم قال : فيقولون أي ربنا وما أفضل مما أخذنا؟ فيقول : رضواني فلا أسخط ».
رواه مسلم (٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون.
[٢٥٣] ـ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ابنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال : « هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه حجاب »؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : « فهل تمارون في الشمس ليس دونها حجاب »؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : « فإنكم ترونه كذلك ، يحشر الله الناس يوم القيامة فيقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، قال : فيأتيهم الله عزّ وجل في غير صورته التي يعرفون (١) ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعود بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عزّ وجل ، فإذا جاء ربنا عزّ وجل عرفناه ، فيأتيهم الله عزّ وجل في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ويدعوهم ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل ، ولا
__________________
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب معرفة طريق الرؤية.
[٢٥٣] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). البعث والنشور ص ـ ٢٤٩ ، ٢٥٠
(١) انظر الكلام فيه في الحديث السابق مع سائر ما ذكرناه فيه.