[٦٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس ، قال : نا أبو عمر الصنعاني ، عن زيد بن أسلم ، قال : الذين استثنى الله عزّ وجل اثنا عشر : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وحملة العرش ثمانية.
[٧٠] ـ عن مقاتل بن حيّان في قوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) قال : هو القرن ، وذلك أن إسرافيل واضع فاه على القرن كهيئة البوق ، ودائرة رأس القرن كعرض السماوات والأرض ، وهو شاخص ببصره نحو العرش ينتظر متى يؤمر فينفخ في القرن النفخة الأولى ( فَصَعِقَ ) يعني فمات ( مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) من الحيوان من شدة الصوت والفزع ( إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) فاستثنى جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت ، ثم يأمر ملك الموت أن يقبض روح ميكائيل ، ثم روح جبريل ، ثم روح إسرافيل ، ثم يأمر ملك الموت فيموت ، ثم يلبث الخلق بعد النفخة الأولى في البرزخ أربعين سنة ، ثم تكون النفخة الأخرى ، فيحيي الله إسرافيل فيأمره أن ينفخ الثانية فذلك قوله : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) على أرجلهم ينظرون إلى البعث.
[٧١] ـ قال الشيخ : استضعف بعض أهل النظر أكثر هذه الأقوال ، لأن الاستثناء وقع من سكان السماوات والأرض ، وهؤلاء ليسوا من سكانها ، لأن العرش فوق السماوات فحملته ليسوا من سكانها ، وجبريل وميكائيل من الصافّين حول العرش ولأن الجنة فوق السماوات والجنة والنار عالمان بانفرادهما خلقتا للبقاء (١).
__________________
[٦٩] البدور السافرة ص ـ ٧. فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ).
قال الحافظ في الفتح : أخرجه البيهقي من طريق زيد بن أسلم مقطوعا ورجاله ثقات.
أخرجه الإمام مجاهد في تفسيره ( ٢ / ٥٦٠ ).
[٧٠] البدور السافرة ص ـ ٧.
[٧١] فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ).
(١) قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ١٩٧ ) وذهب الحليمي رحمهالله إلى اختيار قول من قال : إن الاستثناء لأجل الشهداء ، ورواه عن ابن عباس ، وحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في موسى عليهالسلام على أنه لم يدر أبعث قبل غيره من الأنبياء عليهمالسلام تخصيصا له عليهالسلام كما فضّل في الدنيا بالتكليم ، أو قدّم بعثه على بعث غيره