والمشترك بينهما هو الشيئيّة » (١).
فإن أراد حمل الشيئيّة على القدر المشترك وصدقها عليه ، فهو صواب ، وإلاّ فهو ممنوع.
إذا عرفت هذا ، فنقول : الشيئيّة والذاتيّة والجزئيّة وأشباهها من المعقولات الثانية ، وهي ما لا يعقل إلاّ عارضا لمعقول آخر ، وليست متأصّلة في الوجود كتأصّل الحيوانيّة والإنسانيّة فيه ، بل هي تابعة لغيرها في الوجود من غير أن يكون لها وجود خارجيّ أصيل ، وإلاّ لكانت لها شيئيّة أخرى وتسلسلت الموجودات الخارجيّة ، وليست الشيئيّة المطلقة ـ التي لم تقيّد بما يعرضها ـ ثابتة في العقل ، بمعنى أنّها لا تعقل غير عارضة لأمر ، بل هي إنّما تعقل عارضة لخصوصيّات الماهيّات المعقولة ، كما هو شأن المعقولات الثانية ، فلا يكون شيء مطلق ثابتا ؛ لأنّ الشيئيّة تصدق على الوجود ، وليست نفسه حتّى يرد أنّه مناف لما سبق من أنّ الوجود قد يؤخذ على الإطلاق.
المسألة السادسة عشرة : في تمايز الأعدام وحكمها.
قال : ( وقد تتمايز الأعدام ؛ ولهذا استند عدم المعلول إلى عدم العلّة لا غير ، ونافى عدم الشرط وجود المشروط ، وصحّح عدم الضدّ وجود الآخر ، بخلاف باقي الأعدام ).
أقول : لا شكّ في أنّ الملكات متمايزة.
وأمّا العدمات (٢) فقد منع قوم من تمايزها بناء على أنّ التميّز إنّما يكون للثابت خارجا (٣).
__________________
(١) نقله عنه في « كشف المراد » : ٤٢.
(٢) كذا ، وصوابه : الأعدام.
(٣) « شرح المواقف » ٢ : ١٨٤ وما بعدها ؛ « شرح المقاصد » ١ : ٣٨٢ وما بعدها ؛ « شوارق الإلهام » الفصل الأوّل ، المسألة ١٦.