بالرصد بمعنى أنّ له الحركة الوضعيّة ، لا مثل حركة الجوّالة ؛ فإنّها تسمّى مستديرة عرفا لا اصطلاحا ، بل هي في الحقيقة حركة أينيّة للجوّالة يتوهّم منها الاستدارة.
واستدلّ على ذلك بأنّ الحركة المستقيمة إلى غير النهاية تقتضي وجود بعد غير متناه ، وهو محال ، وبالرجوع تقتضي السكون فتكون مستديرة ، وهي حافظة للزمان ، بمعنى أنّ الزمان مقدار لها ومنتزع منها كما سيأتي ، فتكون دائمة غير منقطعة لئلاّ يلزم انقطاع الزمان ، فتأمّل.
ومنها : أنّ الفلك يتحرّك بالإرادة. وتمسّكوا فيه بأنّ الحركة إمّا طبيعيّة أو قسريّة أو إراديّة. والحركة الطبيعيّة هرب عن حالة منافرة وطلب لحالة ملائمة ، وذلك في الحركة المستديرة محال ؛ لأنّ كلّ وضع يتحرّك عنه الجسم بتلك الحركة فحركته عنه توجّه إليه ، والهرب عن الشيء استحال أن يكون توجّها إليه ، مع أنّها تستلزم السكون بعد الوصول إلى المطلوب ، ولا يجوز أن تكون حركة الفلك قسريّة ؛ لأنّ القسر على خلاف ميل يقتضيه الطبع ، وحيث لا طبع ولا قسر فتعيّن كونها إراديّة.
وفيه نظر ؛ لجواز كونها بمشيئة الله تعالى للمصلحة من غير ميل الطبيعة والإرادة.
ثمّ اعلم أنّ صور دوائر كرة العالم والأفلاك الكلّيّة والجزئيّة مسطورة هنا لسهولة الأمر على الطلبة ، وهي هذه :