منهج التحقيق
اتّبعنا في هذا الكتاب المراحل التالية :
١ ـ اخترنا أكثر النسخ وضوحا ، وهي نسخة « أ » وأجرينا عليها عملية تقطيع النصّ ، بوضع علامات الترقيم وتغيير الرسم الإملائي طبق الرسم الحديث ، لينتقل الأصل إلى مرحلة طباعته على الورق.
٢ ـ مقابلة المطبوع مع نسختين : الأولى « ب » التي عليها خطّ المؤلّف رحمهالله ، والثانية « ج » لأجل تدارك وجود أيّ سقط أو تصحيف في النسخ.
٣ ـ تخريج الأقوال والنصوص التي أوردها المصنّف في المتن ، سواء صرّح بأسماء قائليها أو غضّ النظر عنهم ، فهو تارة يصرّح بأسماء قائليها بلا واسطة ، كأن ينقل عن العلاّمة الحلّي في « كشف المراد » وتارة بواسطة كأن يأخذ عن التفتازاني أو القاضي الأرموي دون أن يشير إلى المأخذ الذي استمدّ منه ، وفي هذه الحالة راجعنا أمّهات الكتب الكلاميّة للتعرّف على القائلين ، فقد نقل عن القاضي الأرموي أنّ موضوع علم الكلام ذات الله تعالى ، ووجدنا أنّ مأخذ هذا النقل كتابي : « شرح المواقف » و « شرح المقاصد » وذكرنا في الهامش أنّ الجرجاني والتفتازاني نقلا هذا القول عن القاضي الأرموي.
أمّا إذا لم ينسب النصّ إلى قائله كأن يقول : « فعن المتكلّمين تحديد الوجود بالثابت العين وتحديد العدم بأنّه عبارة عن المنفيّ العين » فقد أحلنا القارئ إلى المصادر الكلامية التي بحثت في هذا الموضوع ، مثل « شرح المقاصد » و « شرح المواقف » و « نهاية المرام » للعلاّمة الحلّي و « شوارق الإلهام » وغيرها.
على أنّنا راعينا التسلسل التاريخي في ذكر المصادر ، فقدّمنا ذكر كتب الفخر الرازي على المحقّق الطوسي ، وهما على كتب الجرجاني والتفتازاني ، وهكذا الأمر مع بقيّة المآخذ.