الوسط الموجب لعود الخفيف وهبوطه وانعطافه ، يلزم سكون الحجر آن انعطاف ذلك الخفيف لو قلنا بتخلّل السكون بين الحركتين ، وهو باطل بالضرورة ، فالحقّ مع أفلاطون والأكثر.
قال : ( والسكون حفظ النسب ، فهو ضدّ ).
أقول : اختلف الناس في تحقيق ماهيّة السكون ، وأنّها هل هي وجوديّة أو عدميّة؟
والمتكلّمون (١) على الأوّل ، فجعلوه عبارة عن حصول الجسم في حيّز واحد أكثر من زمان واحد.
وبعبارة أخرى : كون الشيء في الآن الثاني في المكان الأوّل بعد الاستقرار زمانا يمكن فيه الحركة.
والحكماء (٢) على الثاني ، فقالوا : إنّه عدم الحركة عمّا من شأنه أن يتحرّك.
والمصنّف رحمهالله اختار قول المتكلّمين ، وهو أنّه وجوديّ ، وأنّ مقابلته للحركة تقابل الضدّية ، لا تقابل العدم والملكة ، وجعله عبارة عن حفظ النسب بين الأجسام الثابتة على حالها.
قال : ( يقابل الحركتين ).
أقول : قال العلاّمة رحمهالله :
يمكن أن يفهم من هذا الكلام معنيان :
أحدهما : أنّه إشارة إلى الصحيح من الخلاف الواقع بين الأوائل أنّ المقابل للحركة هو السكون في مبدأ الحركة لا نهايتها ، أو أنّ السكون مقابل للحركة من مكان السكون.
__________________
(١) « الفرق بين الفرق » : ١٣٨ ؛ « أصول الدين » : ٤٠ ـ ٤٦ ؛ « التوحيد » : ٧٦ ؛ « الفصل في الملل والأهواء والنحل » ٥ : ١٧٥ ـ ١٧٩ ؛ « المطالب العالية » ٤ : ٢٨٣ ـ ٢٩٢ ؛ « المحصّل » : ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ؛ « تلخيص المحصّل » : ١٤٩ ـ ١٥٠ ؛ « مناهج اليقين » : ٦٠ ؛ « نهاية المرام » ٣ : ٣٤٢ ـ ٣٤٧ ؛ « شرح المواقف » ٦ : ١٧٢ ؛ « شرح المقاصد » ٢ : ٤٥٧ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٣٠٥.
(٢) « الشفاء » الطبيعيّات ١ : ١٠٨ ـ ١١١ ؛ « النجاة » : ١٠٧ ؛ « التحصيل » : ٤٢٩ ـ ٤٣١ ؛ « المعتبر في الحكمة » ٢ : ٣٠ و ٤٠ ؛ « المباحث المشرقيّة » ١ : ٧١٢ ـ ٧١٣ ؛ « نهاية المرام » ٣ : ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ؛ « مناهج اليقين » : ٦٠.