قال : ( وتعرض البساطة ومقابلها للحركة خاصّة ).
أقول : من الحركات ما هو بسيط ، كحركة الحجر إلى أسفل ، ومنها ما هو مركّب ، كحركة النملة على الرحى إذا اختلفا في المقصد ؛ فإنّ حركة كلّ واحدة من النملة والرحى وإن كانت بسيطة لكن إذا نظر إلى حركة النملة الذاتيّة وحركتها بالعرض باعتبار حصولها في محلّ متحرّك ، حصل لها تركيب.
ثمّ إن كانت إحدى الحركتين مساوية للأخرى حدث للنملة حالة كالسكون بالنسبة إلى الأمور الثابتة. وإن فضلت إحداهما على الأخرى حصل لها حركة بقدر فضل إحداهما على الأخرى.
قال : ( ولا يعلّل الجنس ولا أنواعه بما يقتضي الدور ).
أقول : الظاهر أنّ المراد هو الردّ على أبي هاشم (١) وأتباعه حيث قال ـ كما حكي ـ : إنّ جنس الأنواع الأربعة ـ وهو الحصول في الحيّز ـ معلّل بمعنى فسّرته طائفة بالكائنيّة ، فالمعنى لا يعلّل الجنس ـ أي الحصول في الحيّز ـ ولا أنواعه ـ أي الحركة والسكون ـ بالكائنيّة ؛ لأنّ الكائنيّة معلّلة بالكون الذي هو حصول الجوهر في الحيّز ، فلو علّل الحصول بها لزم الدور.
المسألة السادسة : في المتى.
قال : ( الخامس : المتى وهو النسبة إلى الزمان أو طرفه ).
أقول ، لمّا فرغ من البحث عن مقولة الأين شرع في البحث عن المتى (٢).
__________________
(١) نقله عنه في « التوحيد » : ٧٦ ؛ « نقد المحصّل » : ١٤٨ ؛ « مناهج اليقين » : ٥٣ ـ ٥٧ ؛ « نهاية المرام » ٣ : ٢٦٢ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٣٠٧ ؛ « شوارق الإلهام » : ٤٩٠. وذكر الفخر الرازي هذا القول من دون نسبته إلى قائل ونقضه ، كما في « المباحث المشرقيّة » ١ : ٥٨١ ، ونسبه إلى جمهور المتأخّرين في « الأربعين في أصول الدين » : ٢١ ، ونسبه الإيجي إلى قوم من المعتزلة ، على ما في « شرح المواقف » ٦ : ١٦٢.
(٢) حول تعريف المتى راجع « المنطق عند الفارابي » ١ : ١٠٨ ؛ « المنطقيّات » ١ : ٦٠ ؛ « الشفاء » المنطقيّات ١ : ٢٣١ ؛