وتتناول النظرية التوفيقية اهم اسس « المدرسة » الفكرية والفلسفية ، الاّ انها تتجاهل في الوقت نفسه ، الكثير من الحقائق التي تدين النظام التعليمي في الدولة الرأسمالية خصوصاً فيما يتعلق بطبقية التعليم وتصميم المناهج الدراسية ، فلا احد ينكر اهمية العلم والتعليم في النظام الاجتماعي ، ولا احد ينكر ان المدرسة توحد الامة وتحمي الدولة وتنشر القيم ، ولكن تجاهل النظرية التوفيقية لمحتوى القيم التي تدرسها المدرسة الرأسمالية ، طبقية كانت او غير طبقية ، عرقية كانت او غير عرقية ، دينية كانت او غير دينية ، يجعلنا نشكك بصلاح هذه النظرية وسلامتها من الاخطاء. فكيف تقبل هذه النظرية تدريس شرعية استعباد الزنوج من افريقيا في القرن التاسع عشر بواسطة المستوطنين البيض ، وتعتبره قيمة انسانية يفتخر بها الفرد الابيض ؟ وكيف تقبل تدريس قوانين المستوطنين البيض في الولايات المتحدة القائلة بحرمة تملك الهنود الحمر اراضي وطنهم في القرن الثامن عشر ، وتعتبرها قيما سليمة تستحق التدريس في المدارس الرأسمالية ؟ ولماذا تسكت النظرية التوفيقية عن ادانة المدارس الرأسمالية الطبقية التي تهدف اساساً ، خدمة ابناء الطبقة العليا ؟ بل لماذا تقسّم المدارس الرأسمالية ، التي تدعي النظرية التوفيقية انها توحد المجتمع ثقافياً وتاريخياً الى قسمين : قسم خاص لا يلتحق به الاّ ابناء الطبقة الرأسمالية ، وقسم عام لابناء الفقراء وابناء الطبقة المتوسطة ؟ ولماذا اختيرت اللغة الانكليزية للتدريس في حين ان الكثير من المستوطنين الاوائل كانوا يتكلمون الالمانية