في القسم الثالث ، يعتبر من ادنى المستويات من الناحية العلمية ، حيث لا يتمكن غالبية طلبتها من اكمال المراحل الدراسية المقررة ، وبذلك يحرمون من التخرج من المدارس الاعدادية ، ويحرمون لاحقاً من الدخول الى الجامعات.
وتتهم نظرية الصراع ، الطبقة الرأسمالية بتكريس النظام التعليمي الطبقي للحفاظ على مصالحها الحيوية في السيطرة على مقدرات النظام الاجتماعي. وتقدم دليلاً على ذلك ، وهو ان الطبقة الرأسمالية تحصل دائماً على اعلى مستويات التعليم ، لان الاباء يصرفون جزءاً كبيراً من اموالهم على وسائل التعليم الخاصة بالطبقة الغنية ، وان الابناء متفرغون للدرس والتحصيل ولا يشغلهم شاغل مادي او نفسي. ولكن الفقراء غالباً ما يفشلون في منتصف الطريق لان وضعهم الاقتصادي والنفسي لا يساعدهم على مواصلة التحصيل. وهكذا يمتص النظام الاجتماعي ابناء الطبقة الفقيرة كعمال ، بينما يستوعب ابناء الطبقة الرأسمالية كافراد يحظون باهمية عظمى في السلم الاجتماعي.
واخيراً فان النظام التعليمي في المجتمع الرأسمالي لا يحافظ على الوضع الطبقي فحسب ، بل يجعل الطبقية مسألة شرعية ، لان النظرة الرأسمالية ترى ان من حق الطبقة العليا السيطرة على النظام الاجتماعي لانها تملك الثروة ووسائل الانتاج الاقتصادي. واذا نجحت المؤسسة التعليمية في اقناع الفقراء بان حقوق الطبقة الرأسمالية في الثراء وما يترتب عليها انما هي حقوق عادلة ، لان اموالهم قد جاءت عن طريق الجهد وعرق الجبين ، وان الفرص متاحة لكل من اراد الثراء ، نجح عندئذ الرأسماليون في السيطرة على مقدرات النظام الاجتماعي بكل ما فيه من خيرات ، الى امد غير محدود.