ولا شك ان فكرة نظرية الصراع بخصوص ربط التعليم بالنظام الطبقي صحيحة يثبتها الواقع العملي في الانظمة الرأسمالية المعاصرة. ولكن النظرية لا تخلو من خلل واضح. فاهم نقد تتناوله نظرية الصراع في حقل التعليم ، هو اعتبار التعليم المهني في النظام الراسمالي مرتبط بالنظام الطبقي ، فاهل الخبرة من الاطباء والمهندسين يسعون الى جعل مهنتهم محصورة ضمن عدد محدود من الافراد حتى يتسنى لهم الحصول على اكبر كمية من الاجور. وهذا لا يتم حتماً ، الاّ عن طريقين ، الاول : تحديد عدد الداخلين في كليات الطب والهندسة حتى يبقى نظام الاجور عالياً ، والثاني : منح شهادات للاختصاصات المختلفة حتى يتميز هؤلاء الخبراء عن غيرهم من ادعياء الفن مما يضمن لهؤلاء الخبراء منزلة اجتماعية عليا ، واستقلالاً ذاتياً ، وقوة نقدية يحسب لها حساب.
ومع ان هذا التحليل سليم بطبيعته الا انه يحاول تحليل المشكلة من طرف واحد ويترك اطرافاً اخرى دون تفسير. ذلك ان ازياد عدد الاطباء والمهندسين يوجب ايجاد رمز معين يثبت خبرة الخبير في الطب والهندسة ونحوها ، بشكل رسمي. والشهادة الجامعية تمثل هذا الرمز ، ولولاها لادعى الكثير من الافراد خبرته في تلك العلوم. ومع ان الشهادة لا تعكس الواقع العلمي للخبير ، الا انها تمثل الحد الادنى من المعارف الواجب تحصيلها في مجال الاختصاص.
اما انحصار عدد الاطباء والمهندسين بنسبة محددة من الافراد في