وكما ذكرنا سابقاً ، فان الافراد في المجتمع الرأسمالي لا يملكون فرصاً متساوية للتحصيل ، على خلاف ما يدعيه انصار النظام الرأسمالي ، بل ان الطبقة الاجتماعية التي يولد فيها الفرد تحدد نوعية التعليم الذي سيحصل عليه لاحقاً ، وكما ان الثروة تتراكم بايدي القلة من افراد الطبقة العليا ، كذلك التعليم ، فان درجته الاكاديمية ومستواه الفكري مرتبط بالثروة ، والقوة ، والمنزلة الاجتماعية.
فابناء الطبقة الرأسمالية يحصلون في مجال التعليم على ميزتين اساسيتين ، الاولى : ان اغلبهم يقضي سنوات اكثر في التحصيل مقارنة باقرانهم من ابناء الطبقة الفقيرة. وثانياً : انهم يحجزون المقاعد الدراسية في الجامعات العريقة ذات المستوى الرفيع امثال جامعة هارفرد واكسفورد وكامبرج وبرنستون وييل وكولومبيا وغيرها من الجامعات الراقية. علماً بان شهادات هذه الجامعات تترجم مستقبلاً الى منافع اقتصادية واجتماعية عظيمة لهؤلاء الافراد.
وعلى عكس ما تدعيه النظرية الرأسمالية ، من ان لكل فرد الحق في التحصيل والتعليم ودخول ارقى الجامعات. فان الذكاء لا يلعب دوراً حاسماً في قبول الطلبة في هذه الجامعات ، بل ان الاجور الدراسية وقابلية الفرد على دفعها هي المقياس. حيث ينصرف الكثير من اذكياء الطبقة المتوسطة والفقيرة الى الدخول في الجامعات المتواضعة او الانخراط في الاعمال التجارية او الاشغال الحرة ، لانهم لا يستطيعون دخول الجامعات العريقة