ودفع اثمان مناهجها الباهضة.
ويدعي زعماء الفكرة الرأسمالية المعاصرون بان اغلب الاذكياء ينضوون تحت راية العوائل الرأسمالية ، ابتداءاً من علماء الفيزياء والذرة وانتهاءاً بكتّاب الادب والثقافة. بينما يحتل الافراد من البشرة السوداء اقل الدرجات في مستويات الذكاء ، حسب زعمهم. وهذا الافتراض تدحضه التجارب العلمية التي تثبت ان الذكاء ليس عاملاً وراثيا. ولو كان الذكاء علماً حضورياً لافترضنا امكانية انتقاله بالوراثة ، ولكن الواقع التجريبي يثبت ان ثلاثة ارباع كمية الذكاء عند الانسان ما هي الا علم حصولي يكتسب بالقراءة والاستماع والتحصيل. اما العلم الالهامي الحضوري فهو العلم المستجمع في ذهن الانسان عن طريق غيبي وبطبيعة الحال فان هذا العلم لا يأتي الى افراد الطبقة الرأسمالية دون غيرهم من افراد الطبقات. والفقر ليس جنساً او قومية ، فقد يصيب الابيض والاسود ، واليهودي والنصراني ، والامريكي والآسيوي ، بمعنى ان الاب لو كان فقيراً ، فكيف يعقل ان يترجم هذا الفقر الى جينات وراثية تمثل انعدام الذكاء ، ثم كيف تنتقل هذه الجينات من الاب الى الابن بالوراثة ؟ اليس هذا التحليل من تدبير النظام الرأسمالي حتى يبقى الفقراء في الدرجة السفلى من السلم الثقافي ؟ وعندها لا يحق لهم ان يتسلموا امور السلطة السياسية !!
ولو كان الافتراض الموضوعي ان الذكاء ، هو تعلم المهارات الفنية لكان ذلك اقرب الى المنطق والواقع العملي. لان الافراد متفاوتون في قابلياتهم ، فبعضهم يتفوق في علم اللغات ، وآخرون في الرياضيات ، وآخرون في المنطق ، وآخرون فى الكيمياء ، وهذا لا يمثل علماً حضورياً ،