للمستقبل. اما الاخفاق في ذلك فانه ينتهي بوصم الفرد بمحدودية الفهم وعدم القدرة على التعبير عما يدور في ذهنه ، وبالتالي محدودية التأثير على الافراد ، والقصور في نقل وترجمة المعاناة والآلام التي يعشيها الفقراء في المجتمع.
وعلى صعيد الالصاق ، فان وصم الطالب واتهامه بمحدودية الفهم سيجعله محدوداً في الواقع الخارجي ، لان للالصاق دور نفسي مهم في فقدان ثقة المرء بنفسه. اما اسبغاء صفة الذكاء عليه فتجعله اكثر شعورا بتطور قابليته الذكائية ، فاذا ما تم ذلك فانه سيستجمع كل قواه الداخلية ليبرهن على انه طالب ذكي ، وفي اغلب الاحيان ينجح في تحقيق ذلك ، ويشق طريقه العلمي بكل توفيق. واستناداً على هذه القاعدة النفسية يوصم النظام الرأسمالي الفقراء بوصمة عدم التدبير ويزعم انهم يملكون استعداداً ضيقاً للفهم ولذلك فانهم لا يتطورون علمياً كما يتطور الاغنياء !! ولا شك ان هذا الوصم من صنع النظام الرأسمالي نفسه حتى يستطيع المحافظة على التركيبة الاجتماعية الطبقية التي خلقها في الاصل. وبهذه الطريقة يزاح الطالب الفقير الذكي من مستقبله العلمي المشرق ليحل محله طالب من الطبقة الرأسمالية لا احد يعلم مستواه الواقعي في الذكاء.
وعلى صعيد نفسية المعلم ، فان المعلمين في المدارس الرأسمالية العامة يميزون في التعامل الدراسي بين طلبة الطبقة الفقيرة من جهة ، وطلبة الطبقة المتوسطة والعليا من جهة اخرى لان هؤلاء المدرسين يعتبرون انفسهم من الطبقة المتوسطة اولا. وثانياً : لان الطلبة من الطبقة المتوسطة والعليا غالباً ما يكونوا على درجة من النظافة وحسن السلوك والمنطق اللبق ، وهو ما