وقد نضم صوتنا الى صوت المتسائلين عن معنى تكافؤ الفرص التعليمية في المجتمع الرأسمالي. فهل يعني ان افراد المجتمع لهم نفس الحق في الدخول الى الجامعات مثلاً ؟ ام ان افراد اي طبقة اجتماعية اذا توفرت فيهم الشروط سيحصلون على نفس الاحتمال المتوفر لغيرهم في الدخول الى تلك الجامعات ؟ يبدو ان المعنى الثاني هو الاقرب الى الواقع. فلو كان النظام التعليمي الرأسمالي عادلاً ، لانعدم التمييز والتفريق مثلا بين الطالب الاسود الذي توفرت له مستلزمات الدراسة وتفوق على اقرانه من الطلبة البيض ، وبين غيره من الطلبة في الدخول الى ارفع الجامعات من الناحية العلمية. ولكن النظام الرأسمالي لا يتفق مع نظرتنا هذه في تعريف تكافؤ الفرص. بل يفترض ان افراد المجتمع جميعاً لهم نفس الحق في الدخول الى الجامعات ، وهذا التصور تصور وهمي لا يقوم على اساس علمي بالمرة. حيث يمكننا تشبيه هذا التصور بمجموعة من المتسابقين في ساحة لعب واسعة ، متهيأين للانطلاق والتسابق ، ولكن الفرق بينهم وبين السباق السليم ان بعضهم معاق جسديا ، وبعضهم غير مدرب على الجري ، وبعضهم معلول من الناحية الصحية ، وبعضهم جائع ، والبعض الآخر القليل مدرب بكفأة واتقان. وبعد ذلك يطلق الحَكَم الرأسمالي صفارة الانذار ويعلن بدأ السباق ليرى من يصل الى النهاية المحددة ، لاستلام جائزته ، مكافأة لجهده المبذول. وهذا المثال يصور لنا معنى تكافؤ الفرص في النظام التعليمي الرأسمالي بكل دقة. ففي الوقت الذي يهيأ الرأسماليون ابنائهم منذ الطفولة للتحصيل