العلمي والاكتساب والجد ، ويحصرون الجامعات الخاصة بابنائهم ، ويحرمون الفقراء من كل وسيلة للتفوق العلمي وكسر حاجز الجامعات المحصنة ، يعرض الرأسماليون فكرتهم الرائعة الموسومة ب « تكافؤ الفرص » ويدعون انها من افضل ما جاء به العقل البشري من ناحية العدالة والانسانية والمساواة. لكننا نقول : نعم لو كانت الثروة موزعة بشكل عادل بين افراد المجتمع جميعاً لكانت فكرة تكافؤ الفرص من اروع الافكار التي جاء بها الانسان. ولكن طالما كانت الثروة متراكمة عند القلة الرأسمالية ، وكانت الكثرة مشغولة بسد رمقها واشباع حاجاتها الاساسية ، فكيف تتحقق عندئذ فكرة « تكافؤ الفرص » التي تزعم الرأسمالية نجاحها على ارضها ؟ وكيف يستطيع الجائع الحافي التنافس في نظام تكافؤ الفرص مع المترف الممتلئ ؟ اليس اشباع حاجات الانسان الاساسية بالعدالة والتساوي اولى من الحديث عن تكافؤ الفرص ؟ واذا كانت الحصة العظمى من هذه الفرص تذهب الى افراد الطبقة الرأسمالية فاين التكافؤ في فكرة ( تكافؤ الفرص ) ؟
واذا كانت الفرص متكافئة لكل الافراد ، فماذا يجيب انصار الفكرة الرأسمالية عن سبب فصل المدارس الابتدائية والثانوية في الولايات المتحدة على اساس لون البشرة حتى العقد السادس من القرن العشرين ، بل حتى نهاية القرن العشرين في مراكز المدن الكبيرة ؟ فالطلبة البيض لا يسجلون في المدارس التي تحتل مقاعدها اغلبية سوداء. ويدعم هذا القول دراسة « كولمان » المدعومة من قبل الحكومة الامريكية في الستينات والتي تبين ان المستوى الدراسي والتحصيل العلمي للطلبة السود اقل بكثير من التحصيل