وتعكس المدارس في النظام الاجتماعي ، الحالة التي يعيشها المجتمع في فترة معينة من تأريخه. فاي تغير في النظام الاخلاقي او السياسي للمجتمع لابد وان يلقي بظلاله على النظام التعليمي ومناهجه المرسومة. ولا شك ان النظرة الحديثة للتعليم تدعو الى تخفيف العبأ الدراسي الملقى على الطالب حتى ينفتح ذهنه لاستيعاب معلومات اقل واعمق وادق. وهذه النظرة بالتأكيد تحتمل الخطأ والصواب ، فبعض المفكرين الرأسماليين يلقون تبعة فشل النظام التعليمي الرأسمالي على هذا القول الذي يدعو الى تخفيف المناهج الدراسية وتسهيل موادها. ولكن الرأي السديد يشير الى ان الطالب اليافع اذا توفرت له مستلزمات التحصيل ومواد الدراسة ، يستطيع تحمل مسؤولية التعلم بشكل كامل ، دون الرجوع الى تسهيل المادة الدراسية. والعامل المهم في كل ذلك هو التأديب والتهذيب وليس تخفيف وتسهيل المنهج العلمي. فاذا شجع التلميذ على حب العلم منذ نعومة اظفاره ، وهذبت غرائزه واخلاقه ، انفتحت ذهنيته لتقبل العلم وهضم المعارف الانسانية. ومع ان عقلية الطفل الرأسمالي متفتحة ، وذهنيته ارض خصبة لانبات العلم ، الا ان النظام التعليمي الامريكي في المرحلة الثانوية يعتبر من اسوأ الانظمة التعليمية في العالم الصناعي ، لماذا ؟ لا يجيب مفكروا النظام الرأسمالي على هذا السؤال بجواب واحد ، بل يعزون فشل النظام التعليمي الى عدة اسباب.
الاول : ان عجز القانون الرأسمالي والنظام الاجتماعي عن تأديب اطفال