ذكر ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني في مقدمة كتابه ( اصول الكافي ) خلاصة رأي الاسلام في فضائل العلم واهمية العقل قائلاً : ( ان العقل هو القطب الذي عليه المدار وبه يحتج وله الثواب وعليه العقاب ) (١). وهذا قول يفسر الحديث الوارد عن الامام الصادق عليهالسلام في اهمية العقل عند الخالق عز وجل حيث خاطبه بقوله : ( ... وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو احب اليَّ منك ولا اكملتك الاّ فيمن احب اما اني اياك آمر ، واياك انهي واياك اعاقب ، واياك اثيب ) (٢). ويقرّب ما ورد ايضاً عنه في استدلاله على اهمية العقل في ادراك عظمة الخالق : ( ان اول الاُمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء الا به ، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم. فبالعقل عرف العباد خالقهم ، وانهم مخلوقون ، وانه المدبر لهم ، وانهم المدبرون ، وانه الباقي وهم الفانون ؛ واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه ، من سمائه وارضه ، وشمسه وقمره ، وليله ونهاره ، وبان له ولهم خالقاً ومدبراً لم يزل ولا يزول ، وعرفوا بها الحسن من القبيح ، وان الظلمة في الجهل ، وان النور في العلم ، فهذا ما دلهم عليه العقل ) (٣).
وهذا التعظيم والتكريم لاهمية العقل في حياة الفرد ، ليس وليد صدفة ، فالاسلام لا يمجد العقل باعتباره اداة لاستيعاب المعلومات
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٩.
(٢) الكافي ج ١ ص ١٠.
(٣) الكافي ج ١ ص ٢٩.