تعتقد النظرية التوفيقية ان الاهمية المتميزة للنظام التعليمي تكمن في الفكرة القائلة بان المدرسة تحفظ روحية النظام الاجتماعي الحضارية ، من خلال نقل معتقدات الاباء الى ابنائهم ، ونشر الثقافة العامة التي توحد توجهات المجتمع ، وتطوير شخصيات الافراد ، وتأهيلهم للعمل التخصصي ، واثراء الثقافة الاجتماعية ، وتعليم الافراد اطاعة السلطة السياسية.
فعلى صعيد نقل معتقدات الآباء الى ابنائهم ، فان هذه النظرية تعتقد بان المجتمع لا يمكن ان يحيا حياة اجتماعية طبيعية دون ان تنتقل الثقافة والمعرفة من الجيل السابق الى الجيل اللاحق. فالمدارس تغذي افراد المجتمع بشتى انواع العلوم والمهارات والقيم ، التي يعتبرها النظام الاجتماعي من الاولويات الاساسية لبقائه ووجوده الحضاري. فتعلم لغة الاقليم التي يتفاهم بها الفرد مع اقرانه ، وجغرافية الدولة التي يعيش فيها ، وتركيبتها السكانية والعرقية تعتبر من اهم مكاسب النظام التعليمي ، حيث تنعكس فوائدها على النظام الاجتماعي كلياً. وربما يعتبر الدفاع عن الدولة والنظام السياسي من اهم ثمار شجرة التعليم.
ولو تم هذا الانتقال الثقافي من ايادي الجيل القديم الى ايادي الجيل الجديد ، تحمل افراد الجيل الجديد مسؤولية تطوير نظامهم الاجتماعي لينقلونه بدورهم الى الجيل الثالث. وهكذا تستمر هذه العملية التطورية التي تشابه عملية بناء صرح معماري عظيم ، حيث لا يكتمل انشاء مثل