عن الحيتان يصيدها المجوس ، فقال : إن عليا عليهالسلام كان يقول : الحيتان والجراد ذكي ».
وفي خبر حماد بن عيسى المروي عن قرب الاسناد (١) « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يذكر عن أبيه عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : إن الحيتان والجراد ذكي كله » إلا أنه يمكن إرادة الطاهر من الذكي منه هنا ، كمرسلة ابن المغيرة (٢) عنه عليهالسلام أيضا « الجراد ذكي حيه وميته ».
وعلى كل حال فلا ريب في ظهور النصوص المزبورة فيما صرح به غير واحد من الأصحاب بل لا أجد فيه خلافا بينهم من أن الكلام في تذكية الجراد كالكلام في السمك حتى في عدم اعتبار التسمية والاستقبال ، وأنه لا يشترط في أخذه الإسلام ، بل قيل لم يذكره المفيد هنا ، فلا خلاف ، إلا أنه مع كونه خلاف ما حكاه في كشف اللثام وغيره عنه يمكن أن يكون تركه اتكالا على ما ذكره في السمك بناء على اتحاد حكمها ، ولعله لذا احتاط فيه ابن زهرة كما احتاط هناك.
لكن في الرياض « في استفادة الاتحاد المزبور من النصوص إشكال ، لأنها غير صريحة في ذلك ، بل ولا ظاهرة ، نعم ربما يستأنس له بالنصوص المتقدمة الدالة على أن السمك والجراد ذكي كما في الصحيح (٣) والموثق (٤) وأنهما إذا خرجا من الماء فهما ذكيان ، كما في الخبر (٥) من حيث ذكره مع السمك وتعليق الحكم بالذكاة عليهما معا المشعر باتحادهما حكما ، مضافا
_________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٣٧ ـ من أبواب الذبائح ـ الحديث ٩.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٣٧ ـ من أبواب الذبائح ـ الحديث ٨.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٣٢ ـ من أبواب الذبائح ـ الحديث ٤.
(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٣٧ ـ من أبواب الذبائح ـ الحديث ٩.
(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٣٧ ـ من أبواب الذبائح ـ الحديث ٣.