وعند ضرار : نفس الذات.
وعند النجّار : صفة سلبيّة هي كون الفاعل ليس بمكره ولا ساه.
وعند الفلاسفة : العلم بالنظام الأكمل.
وعند الكعبي : إرادته لفعله تعالى العلم به ، ولفعل غيره الأمر.
وعند المحقّقين من المعتزلة كأبي الحسن وجماعة من رؤساء المعتزلة كالنّظام والجاحظ والعلاّف والبلخيّ والخوارزميّ : العلم بما في الفعل من المصلحة. ويسمّيه أبو الحسين بالداعي ، واختاره المصنّف ، فقال : ( وليست زائدة على الداعي وإلاّ لزم التسلسل أو تعدّد القدماء ).
يعني لو كانت الإرادة زائدة على الداعي الذي هو عين الذات ، لكانت إمّا حادثة في الذات ـ على ما زعمه الكراميّة ـ أو لا في محلّ ـ على ما زعمه الجبائيّة ـ وعلى التقديرين يلزم التسلسل ؛ لأنّ حدوث الإرادة يستلزم ثبوت إرادة أخرى مخصّصة للأولى ، ويعود الكلام فيهما. وإمّا قديمة قائمة بذاته تعالى ـ على ما زعمه الأشاعرة ـ فيلزم تعدّد القدماء.
واعلم أنّ إرادته تعالى عند جمهور المتكلّمين عبارة عن القصد إلى إصدار الفعل كما في المشاهد (١).
وعند الفلاسفة يمتنع القصد على الواجب تعالى ؛ لأنّ الفاعل بالقصد يكون فعله لغرض ، وكلّ قاصد للغرض مستكمل به سواء كان الغرض عائدا إليه أو إلى غيره ؛ لأنّ إيصال النفع إلى الغير إذا كان عن قصد شوقي يكون استكمالا (٢).
__________________
(١) انظر « المحصّل » : ٣٩١ ـ ٣٩٩ ؛ « نقد المحصّل » : ٢٨١ ـ ٢٨٧ ؛ « مناهج اليقين » : ١٧١ ـ ١٧٥ ؛ « أنوار الملكوت » : ٦٧ ـ ٦٨ ؛ « شرح المواقف » ٨ : ٨١ ـ ٨٧ ؛ « شرح المقاصد » ٤ : ١٢٨ ـ ١٣٧ ؛ « إرشاد الطالبين » : ٢٠٣ ـ ٢٠٥.
(٢) « الشفاء » الإلهيّات : ٤١٤ ـ ٤١٥ ، الفصل السادس من المقالة التاسعة ؛ « النجاة » : ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ؛ « المبدأ والمعاد » لابن سينا : ٨٨ ـ ٩٠ ؛ « الإشارات والتنبيهات مع الشرح » ٣ : ١٤٢ ـ ١٤٤ ؛ « شرح مسألة العلم » : ٤٤ ـ ٤٦.