المطلب الثاني (١) :
في أنّ الأوصاف الثمانية ـ التي هي الصفات الثبوتيّة الحقيقيّة المسمّاة بصفات الكمال وصفات الذات ـ عين الذات وليست بزائدة عنها كعلمنا وقدرتنا وحياتنا الزائدة عن ذواتنا ، ردّا على الأشاعرة (٢) ؛
وذلك لأنّ العينيّة صفة كمال لا تقتضي نقص صاحبها ، فهي ثابتة على وجه الوجوب له تعالى لئلاّ يلزم النقص والاحتياج ، أو كون فاقد القدرة قادرا على إيجاد القدرة لنفسه ، وتعدّد القدماء المستلزم لتعدّد الواجب الذي سيأتي نفيه.
ويطابقه النقل كما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام : « لم يزل الله عزّ وجلّ والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور (٣) ».
وعن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : « إنّه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع (٤) » إلى غير ذلك من الأخبار (٥).
وأمّا قوله عليهالسلام : « إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزليّة ، كان الله عزّ وجلّ ولا متكلّم (٦) » ، وقوله عليهالسلام : « لم يزل عالما قادرا ثمّ أراد (٧) » ، وقوله عليهالسلام : « خلق الله
__________________
(١) أي من مطالب الفصل الثاني في المقصد الثالث من مقاصد الكتاب الستّة ، التي أولها في الأمور العامة ، وثانيها في الجواهر والأعراض ، وثالثها في إثبات الصانع ، ورابعها في النبوّة ، وخامسها في الإمامة ، وسادسها في المعاد.
(٢) انظر « الملل والنحل » ١ : ٩٥ ؛ « شرح المقاصد » ٤ : ١٩ وما بعدها ؛ « شرح المواقف » ٨ : ٤٤ وما بعدها.
(٣) « التوحيد » : ١٣٩ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ١ ؛ « الكافي » ١ : ١٠٧ باب صفات الذات ، ح ١.
(٤) « التوحيد » : ١٤٤ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ٩ ؛ « الكافي » ١ : ١٠٨ باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح ١.
(٥) راجع « التوحيد » : ١٣٩ ـ ١٤٨ ؛ « الكافي » ١ : ١٠٧ ـ ١٠٩.
(٦) « التوحيد » : ١٣٩ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ١ ؛ « الكافي » ١ : ١٠٧ باب صفات الذات ، ح ١.
(٧) « التوحيد » : ١٤٦ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ١٥ ؛ « الكافي » ١ : ١٠٩ باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ... ، ح ١.