قادر على أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا يصغر الدنيا ولا يكبر البيضة » فأكبّ هشام عليه ، وقبّل يديه ورأسه ورجليه ، وقال : حسبي ، فانصرف إلى منزله. وساق الحديث إلى أن قال الديصانيّ : يا جعفر بن محمّد! دلّني على معبودي ولا تسألني عن اسمي ، فقال له عليهالسلام : « اجلس » وإذا غلام له صغير في كفّه بيضة يلعب بها ، فقال له عليهالسلام : « ناولني يا غلام البيضة » فناوله إيّاها ، فقال عليهالسلام : « يا ديصانيّ! هذا حصن مكنون ، له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضّة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة ، ولا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منه خارج مصلح ، فيخبر عن صلاحها ، ولا دخل فيها مفسد ، فيخبر عن فسادها ، ولا يدرى أللذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبّرا؟ » وقال : فأطرق مليّا ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله (١). إلى آخره.
وأيضا عن أبي سعيد الزهريّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال عليهالسلام : « كفى لأولي الألباب بخلق الربّ المسخّر ، وملك الربّ القاهر ، وجلال الربّ الظاهر ، ونور الربّ الباهر ، وبرهان الربّ الصادق ، وما أنطق به ألسن العباد ، وما أرسل به الرسل ، وما أنزل على العباد دليلا على الربّ عزّ وجلّ » (٢).
وفي باب إطلاق القول بأنّه شيء عن أبي نجران ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن التوحيد ، فقلت : أتوهّم شيئا؟ فقال : « نعم ، غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ، ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصوّر في الأوهام؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود » (٣).
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٧٩ ـ ٨٠ باب حدوث العالم ... ح ٤ ؛ « التوحيد » : ١٢٢ ـ ١٢٤ باب القدرة ، ح ١.
(٢) « الكافي » ١ : ٨٢ باب حدوث العالم ... ح ٦.
(٣) « الكافي » ١ : ٨٢ باب إطلاق القول بأنّه شيء ، ح ١ ؛ « التوحيد » : ١٠٦ باب أنّه تبارك وتعالى شيء ، ح ٦.