[ و ] عن الحسين بن سعيد ، قال : سئل أبو جعفر الثاني عليهالسلام : يجوز أن يقال لله : إنّه شيء؟ قال : « نعم ، يخرجه من الحدّين : حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه » (١).
وأيضا عن أبي المغراء رفعه عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قال : « إنّ الله خلو من خلقه ، وخلقه خلو منه ، وكلّ ما وقع عليه اسم شيء ، فهو مخلوق ما خلا الله » (٢).
وفي باب أنّه لا يعرف إلاّ به عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : « قال أمير المؤمنين عليهالسلام : اعرفوا الله بالله ، والرسول بالرسالة ، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان » (٣).
ومعنى قوله عليهالسلام : « اعرفوا الله بالله » يعني أنّ الله خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان ، فالأعيان : الأبدان ، والجواهر : الأرواح ، وهو جلّ وعزّ لا يشبه جسما ولا روحا ، وليس لأحد في خلق الروح الحسّاس الدرّاك أمر ولا سبب ، هو المتفرّد بخلق الأرواح والأجسام ، فإذا نفى عنه الشبهين : شبه الأبدان ، وشبه الأرواح ، فقد عرف الله بالله ، وإذا شبّهه بالروح أو البدن أو النور ، فلم يعرف الله بالله (٤).
[ و ] عن عليّ بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام : بم عرفت ربّك؟ قال : « بما عرّفني نفسه ».
قيل : وكيف عرّفك نفسه؟
قال : « لا يشبهه صورة ، ولا يحسّ بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، فوق كلّ شيء ، ولا يقال : شيء فوقه ، أمام كلّ شيء ، ولا يقال : له أمام ، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء ، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٨٢ ، ح ٢ ؛ « التوحيد » : ١٠٧ ، ح ٧.
(٢) « الكافي » ١ : ٨٢ ، ح ٣ ؛ « التوحيد » : ١٠٦ ، ح ٥.
(٣) « الكافي » ١ : ٨٥ باب أنّه لا يعرف إلاّ به ، ح ١ ؛ « التوحيد » ، ٢٨٦ باب أنّه عزّ وجلّ لا يعرف إلاّ به ، ح ٣.
(٤) من قوله : « معنى قوله ... » إلى هنا كلام الكلينيّ رحمهالله.