من شيء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ، ولكلّ شيء مبتدأ » (١).
وأيضا عن إبراهيم بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « إنّ أمر الله كلّه عجيب إلاّ أنّه قد احتجّ عليكم بما عرّفكم من نفسه » (٢).
وفي باب المعبود : عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « من عبد الله بالتوهّم ، فقد كفر ؛ ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ؛ ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ؛ ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرّه وعلانيته ، فأولئك أصحاب أمير المؤمنين حقّا » (٣). وفي حديث آخر « هم المؤمنون حقّا » (٤).
وأيضا : عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن أسماء الله واشتقاقها : الله ممّا هو مشتقّ؟ قال : فقال لي : « يا هشام الله مشتقّ من أله ، والإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ؛ ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين ؛ ومن عبد المعنى دون الاسم ، فذاك التوحيد ؛ أفهمت يا هشام!؟ ».
قال : فقلت : زدني.
فقال : « إنّ لله تسعة وتسعين اسما ، فلو كان الاسم هو المسمّى ، لكان لكلّ اسم منها إلها ، ولكنّ الله معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره ، يا هشام! الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحرق ، أفهمت يا هشام! فهما تدفع به وتناظر به أعداءنا والملحدين مع الله جلّ وعزّ غيره؟ ».
قلت : نعم قال : فقال : « نفعك الله به وثبّتك يا هشام! » فقال هشام : فو الله ما قهرني
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٨٥ ـ ٨٦ باب أنّه لا يعرف إلاّ به ، ح ٢.
(٢) نفس المصدر : ٨٦ باب أدنى المعرفة ، ح ٣.
(٣) نفس المصدر : ٨٧ باب المعبود ، ح ١.
(٤) نفس المصدر.