ونحوها فخرج من البحار ، فنضح منه صلىاللهعليهوآله مائة وعشرون وأربعة آلاف قطرة ، فخلق من كلّ قطرة نبيّا ، وكان أنوار النبيّين يطوفون حول نوره صلىاللهعليهوآله مع تسبيحه لله ، فخلق من نوره صلىاللهعليهوآله جوهرا فنصّفه ، فنظر إلى أحد النصفين نظر الهيبة ، فصار ماء عذبا حلوا ، ونظر إلى الآخر ، فخلق منه العرش ، وخلق من نور العرش الكرسيّ ، ومن نور الكرسيّ اللوح ، ومن نور اللوح القلم ، فأمر القلم أن يكتب فدهش وبعد التجلّي كتب بأمره تعالى : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فسأل : يا ربّ! من محمّد الذي قرنت اسمه باسمك؟ فأوحى الله إليه : أنّه من لولاه لما خلقت الخلق ، فسلّم عليه القلم ، فردّ صلىاللهعليهوآله عليهالسلام ؛ ولهذا صار جواب السلام واجبا ، فخرج من الماء بخار ، فخلق منه السماوات ، وخلق من زبده الأرض والجبال لتسكن الأرض ، وخلق ملكا وحجرا عليه الملك ، وبقرا عليه الحجر ، وحوتا عليه البقر ، فنوّر العرش بنور الفضل والعدل ، فخلق من نور محمّد الشمس والقمر والنجوم ، فأمر جبرئيل أن ينزل إلى الأرض ليقبض طينا ليخلق به آدم فسبق إبليس ، فقال : إنّ الله يريد أن يخلق منك خلقا يعذّبه بالنار ، فاستعذي بالله واستغيثي به ، ففعلت كذا ، فرجع جبرئيل ، فأمر ميكائيل ، ففعل كما فعل جبرئيل ، وكذا إسرافيل.
ولمّا أمر عزرائيل ، أخذ ـ حذرا عن ترك الامتثال ـ من وجه تمام الأرض من الأبيض والأسود ونحوهما ؛ ولهذا اختلفت ألوان بني آدم ، فخلق من تلك الطينة آدم ، فأمر الملائكة بالسجود له بعد نفخ الروح ، فنفخ روحه كرها إلى الدماغ فعطس ، فقال بإقداره : الحمد لله ، فقال الله : رحمك الله ، فلمّا وصل الروح إلى ساقه أراد أن يقوم فما تمكّن ، ثمّ نفخ إلى أقدامه فجلس ، فسجد الملائكة كلّهم إلاّ إبليس ، ثمّ نام آدم ، فخلق من فضل طينته حوّاء ، فلمّا استيقظ مال إليها ، فقال الله تعالى : اخطبها ، فزوّجها الله تعالى إيّاه ، وجعل مهرها أن يصلّي على محمّد وآله عشر مرّات ، فقال لها : أقبلي إليّ ، فقالت : بل أنت ، فأمر الله تعالى آدم أن يقوم إليها ، فقام فغشيها ، فولد قابيل وهابيل ، فلمّا قتل قابيل هابيل ـ من جهة إرادة تفويض أمر الوصيّة إلى هابيل