غير المتناهية جزء للعلّة التامّة للحادث اليومي ، متحقّقة في الواقع ، مجتمعة ، ووجودات المعدّات متحقّقة في الواقع ، متمايزة بخلاف برهان السلّم ؛ لأنّ ازدياد الانفراج هنا على سبيل اللاّيقف ، وموقوف على فرض النقاط في الساقين.
الثالث : قال بعض المحقّقين : إنّ الأمور غير المتناهية مطلقا تستلزم الأمور غير المتناهية المترتّبة ، ويلزم منه تناهي النفوس وحدوثها على بعض الوجوه كما سلف.
بيانه : أنّ المجموع متوقّف على المجموع إذا أسقط منه واحد ، وذلك المجموع على مجموع أقلّ منه بواحد ، وهكذا إلى غير النهاية ، فيجري التطبيق والتضايف بين المجموعات غير المتناهية ؛ إذ هي أمور موجودة مترتّبة » (١).
الفائدة الثالثة : فيما يتعلّق بأحوال العالم العلوي كاللوح والقلم والعرش والكرسيّ والأفلاك من السماء وما فيها من الآيات والأخبار على وجه الاختصار.
وفيها فصول :
الفصل الأوّل : فيما يتعلّق باللوح والقلم
وفيه أخبار :
منها : ما روي عن سفيان الثوري ، قال : سألت جعفر بن محمّد عليهماالسلام عن ( ن ) فقال عليهالسلام : « هو نهر في الجنّة ، قال الله : أجمد ، فجمد فصار مدادا ، ثمّ قال ـ عزّ وجلّ ـ للقلم : اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور ، واللوح لوح من نور ».
قال سفيان : فقلت له : يا ابن رسول الله! بيّن لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤ : ٢٦٢ ـ ٢٧٧ ، وقد صحّحنا النقل على المصدر.