لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله ، والأشياء كلّها في العرش كحلقة في فلاة ، وإنّ لله تعالى ملكا يقال له : خرقائيل له ثمانية عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام ، فخطر له خاطر : هل فوق العرش شيء؟ فزاده الله تعالى مثلها أجنحة أخرى ، فكان له ستّة وثلاثون ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام ، ثمّ أوحى الله إليه : أيّها الملك! أن طر ، فطار مقدار عشرين ألف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش ، ثمّ ضاعف الله له في الجناح والقوّة فأمره أن يطير ، فطار مقدار ثلاثين ألف عام لم ينل أيضا فأوحى الله إليه : أيّها الملك! لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوّتك لم تبلغ إلى ساق عرشي » (١).
الفصل الثالث : في الحجب والأستار والسرادقات
وفيه أخبار :
منها : ما روي عن زيد بن وهب ، قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن الحجب ، فقال : « أوّل الحجب سبعة ، غلظ كلّ حجاب منها مسيرة خمسمائة عام ، وبين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام ، والحجاب الثاني سبعون حجابا ، بين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام ، حجبة كلّ حجاب منها سبعون ألف ملك ، قوّة كلّ ملك منهم قوّة الثقلين ، منها ظلمة ، ومنها نور ، ومنها نار ، ومنها دخان ، ومنها سحاب ، ومنها برق ، ومنها مطر ، ومنها رعد ، ومنها ضوء ، ومنها رمل ، ومنها جبال ، ومنها عجاج ، ومنها ماء ، ومنها أنهار ؛ وهي حجب مختلفة غلظ كلّ حجاب مسيرة سبعون ألف عام.
ثمّ سرادقات الجلال وهي ستّون سرادقا في كلّ سرادق سبعون ألف ملك ، بين كلّ سرادق مسيرة خمسمائة عام.
ثمّ سرادق العزّ ، ثمّ سرادق الكبرياء ، ثمّ سرادق العظمة ، ثمّ سرادق القدس ،
__________________
(١) « روضة الواعظين » ١ : ٤٧ ، وعنه في « بحار الأنوار » ٥٥ : ٣٤ ، ح ٥٤.