الله ومحبّته ومشتغلة بطاعته. وهذا القسم هم الملائكة المقرّبون. ونسبتهم إلى الملائكة الذين يدبّرون السماوات كنسبة أولئك المدبّرين إلى نفوسنا الناطقة ، فهذان القسمان اتّفقت الفلاسفة على إثباتهما.
ومنهم من أثبت أنواعا أخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضيّة المدبّرة لأحوال هذا العالم السفلي ، ثمّ إنّ مدبّرات هذا العالم السفلي إن كانت خيرات فهم الملائكة ، وإن كانت شرّيرة فهم الشياطين » (١).
الفائدة الرابعة : في البسائط والعناصر وما يتعلّق بها
وفيها مقدّمة وفصول :
المقدّمة
قال في « البحار » : « اعلم أنّ المشهور بين الحكماء والمتكلّمين أنّ العناصر أربعة : النار ، والهواء ، والماء ، والأرض ، كما تشهد به الشواهد الحسّيّة والتجربيّة ، والتأمّل في أحوال التركيبات والتحليلات. ولقدماء الفلاسفة فيه اختلافات :
فمنهم : من جعل أصل العناصر واحدا والبواقي تحصل بالاستحالة ، فقيل : هو النار. وقيل : الهواء. وقيل : الماء. وقيل : الأرض. وقيل : البخار.
ومنهم : من جعله اثنين : فقيل : النار والأرض. وقيل : الماء والأرض. وقيل : الهواء والأرض.
ومنهم : من جعله ثلاثة : فقيل : النار والهواء والأرض ، وإنّما الماء هواء متكاثف ؛ وقيل : الهواء والماء والأرض ، وإنّما النار هواء شديدة الحرارة. وهذه الأقوال عندهم ضعيفة.
وقد ورد في الأخبار ما يدلّ على كون أصل العناصر ، بل الأفلاك الماء ، أو هو مع النار ، أو هما مع الهواء.
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٦ : ٢٠٤ ـ ٢٠٦.