الشيطان ولكن قل : قوس الله ، إذا بدت يبدو الخصب والريح » (١).
ومنها : ما روي عن أهل الكتابين أنّهم يقولون : لمّا هبط نوح عليهالسلام من السفينة أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا نوح إنّي خلقت خلقي لعبادتي ، وأمرتهم بطاعتي فقد عصوني وعبدوا غيري واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم ، وإنّي قد جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي وموثقا منّي بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ومن أوفى بعهده منّي؟ ففرح نوح عليهالسلام بذلك وتباشر وكانت القوس فيها سهم ووتر ، فنزع الله عزّ وجلّ السهم والوتر من القوس وجعلها أمانا لعباده وبلاده من الغرق (٢).
تتميم :
يستفاد ممّا حكى صاحب البحار عن صاحب المقاصد أنّ البخار المتصاعد قد يلطف بتحليل الحرارة أجزاءه المائيّة ، فيصير هواء ، وقد يبلغ الطبقة الزمهريريّة فيتكاثف فيجتمع سحابا ويتقاطر قطرة إن لم يكن البرد شديدا ، وإن أصابه برد شديد يجمد السحاب قبل تشكّله بشكل القطرات نزل ثلجا ، أو بعد تشكّله بذلك نزل بردا صغيرا مستديرا إن كان من زمان بعيد لذوبان الزوايا بالحركة والاصطكاك وإلاّ فكبيرا غير مستدير في الغالب وإنّما يكون البرد في الهواء الربيعيّ أو الخريفيّ لفرط التحليل في الصيفي والجمود في الشتوي. وقد لا يبلغ البخار المتصاعد الطبقة الزمهريريّة فإن كثر صار ضبابا ، وإن قلّ وتكاشف ببرد الليل فإن انجمد نزل صقيعا وإلا فطلاّ ، فنسبة الصقيع إلى الطلّ نسبة الثلج إلى المطر.
وقد يكون السحاب الماطر من بخار كثير تكاثف بالبرد من غير أن يتصعّد إلى الزمهريريّة لمانع مثل هبوب الرياح المانعة للأبخرة من التصاعد والضاغطة إيّاها
__________________
(١) نفس المصدر : ٣٧٧ ، ح ١٣.
(٢) « علل الشرائع » ١ : ٢٩ ، الباب ٢٢ ، ح ١.