[ إلى الاجتماع ] بسبب وقوف الجبال قدّام الريح وثقل الجزء المتقدّم وبطء حركته ، وقد يكون مع البخار المتصاعد دخان فإذا ارتفعا معا إلى الهواء البارد ـ وانعقد البخار سحابا واحتبس الدخان فيه ـ فإن بقي الدخان على حرارته قصد الصعود ، وإن برد قصد النزول.
وقد يمزّق السحاب تمزيقا عنيفا ، فيحدث عن تمزيقه ومصاكّته صوت هو الرعد ، وناريّة لطيفة هي البرق ، أو كثيفة هي الصاعقة.
وقد يشتعل الدخان الغليظ بالوصول إلى كرة النار كما يشاهد عند وصول دخان سراج منطفئ إلى سراج مشتعل ، فيرى فيه الاشتغال ، فيرى كأنّه كوكب انقضّ وهو الشهاب.
وقد يكون لغلظه لا يشتعل ، بل يحترق ويدوم فيه الاحتراق ، فيبقى على هيئة ذؤابة أو ذنب أو حيّة أو حيوان له قرون ، وربما يقف تحت كوكب ويدور مع النار بدوران الفلك إيّاها ، وربّما تظهر فيه علامات هائلة حمر وسود بحسب زيادة غلظ الدخان ، وإذا لم ينقطع اتّصال الدخان من الأرض ونزل اشتعاله إلى الأرض ، يرى كأنّ تنّينا ينزل من السماء إلى الأرض وهو الحريق (١).
وقال صاحب البحار في موضع آخر : « قال بعض المحقّقين في تحقيق ألوان القوس : توضيح المقام يستدعي مقدّمتين :
[ المقدمة ] الأولى : أنّ سائر الألوان المتوسّطة بين الأسود والأبيض إنّما تحدث عن اختلاط هذين اللونين.
وبالجملة ، الأبيض إذا رئي بتوسّط الأسود أو بمخالطة الأسود حدثت عن ذلك ألوان أخر ، فإن كان النيّر هو الغالب رئي الأحمر ، وإن لم يكن غالبا رئي الكراثيّ والأرجواني ، وغلبته في الكراثي أكثر وفي الأرجواني أقلّ.
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٦ : ٣٩١.