[٥] فصل : في الرياح وأسبابها وأنواعها
وفيه أمور :
[ الأمر ] الأوّل : في الأخبار الواردة في هذا الباب ، وهي أخبار كثيرة :
منها : ما روي عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : « إنّ للريح رأس وجناحان » (١).
ومنها : ما روي عن كامل ، قال : كنت مع أبي جعفر عليهالسلام بالعريض ، فهبّت ريح شديدة ، فجعل أبو جعفر عليهالسلام يكبّر ، ثمّ قال : « إنّ التكبير يردّ الريح » وقال عليهالسلام : « ما بعث الله ريحا إلاّ رحمة أو عذابا ، فقولوا : اللهمّ إنّا نسألك خيرها وخير ما أرسلت له ، ونعوذ بك من شرّها ومن شرّ ما أرسلت له ، وكبّروا وارفعوا أصواتكم بالتكبير ؛ فإنّه يكسرها » (٢).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ما خرجت ريح قطّ إلاّ بمكيال إلاّ زمن عاد ؛ فإنّها عتت على خزّانها فخرجت في مثل خرق الإبرة ، فأهلكت قوم عاد » (٣).
وقال الصادق عليهالسلام : « نعم الريح الجنوب ، تكسر البرد عن المساكين ، وتلقح الشجر ، وتسيل الأودية » (٤).
وقال عليّ عليهالسلام : « الرياح خمسة منها العقيم ، فنعوذ بالله من شرّها وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا هبّت ريح صفراء أو حمراء أو سوداء تغيّر وجهه واصفرّ ، وكان كالخائف الوجل حتّى ينزل من السماء قطرة من مطر ، فيرجع إليه لونه ويقول : جاءتكم بالرحمة » (٥).
ومنها : ما روي عن العرزمي أنّه قال : سألت أبا عبد الله : من أين تهبّ الريح؟
__________________
(١) « الفقيه » ١ : ٥٤٤ ، ح ١٥١٧. ولعلّ الكلام مبنيّ على الاستعارة ، أي تشبه الطائر في أنّها تطير إلى كلّ جانب.
انظر « بحار الأنوار » ٥٧ : ٦ ، ح ٣.
(٢) نفس المصدر ، ح ١٥١٨.
(٣) « الفقيه » ١ : ٥٢٥ ، ح ١٤٩٤.
(٤) « بحار الأنوار » ٥٧ : ٦ ، ح ٤.
(٥) « الفقيه » ١ : ٥٤٨ ، ح ١٥٢٥.