وجعلها منافع للناس في أصناف معايشهم ، فذلك قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ) (١). فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج رفعها إلى السماء وذلك قوله تعالى : ( وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ ) (٢) فعند ذلك فقد أهل الأرض خير الدنيا والآخرة » (٣).
ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « نهران مؤمنان ، ونهران كافران ، فالمؤمنان نيل مصر والفرات ، والكافران نهر بلخ ودجلة ، فحنّكوا أولادكم بماء الفرات » (٤).
[٧] فصل : في الأرض
وفيه مطالب :
الأوّل : في الأخبار الواردة في هذا المقام وهي أخبار عديدة :
منها : ما في خبر الشاميّ أنّه سئل أمير المؤمنين عن الأرض : ممّ خلق؟ قال عليهالسلام : « من زبد الماء » (٥).
ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : « خلق الأرض قبل السماء ، ووضع الأرض على الحوت ، والحوت في الماء ، والماء في صخرة مجوّفة ، والصخرة على عاتق ملك ، والملك على الثرى ، والثرى على الريح ، والريح على الهواء ، والهواء تمسكه القدرة ، وليس تحت الريح العقيم إلاّ الهواء والظلمات ، ولا وراء ذلك سعة ولا ضيق ولا شيء يتوهّم » (٦).
ومنها : ما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ الأرض سبع طبقات وهي على ظهر
__________________
(١) المؤمنون (٢٣) : ١٩.
(٢) المؤمنون (٢٣) : ١٩.
(٣) « تفسير القرطبي » ١٢ : ١١٣ ؛ « الدرّ المنثور » ٥ : ٨.
(٤) « بحار الأنوار » ٥٧ : ٤٢ ، ح ١١.
(٥) « علل الشرائع » ٢ : ٥٩٣.
(٦) « الاحتجاج » ٢ : ١٠٠.