الديك ، والديك على الصخرة ، والصخرة على ظهر الحوت وهو في البحر المظلم ، والبحر المظلم في الهواء وهي في الثرى (١).
ومنها : ما روي عن أبان بن تغلب ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الأرض :
على أيّ شيء هي؟ قال : « هي على الحوت » قلت : فالحوت على أيّ شيء؟ قال : « على الماء » قلت : فالماء على أيّ شيء هو؟ قال : « على الصخرة » قلت : فعلى أيّ شيء الصخرة؟ قال : « على قرن ثور أملس » قلت : فعلى أيّ شيء الثور؟ قال : « على الثرى » قلت : فعلى أيّ شيء الثرى؟ فقال : « هيهات! عند ذلك ضلّ علم العلماء » (٢).
ومنها : ما روي عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، عن آبائه ، قال : « أقبل رجلان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال أحدهما لصاحبه : اجلس على اسم الله تعالى والبركة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اجلس على أمّك ، فأقبل يضرب الأرض بعصاه ، فقال صلىاللهعليهوآله : لا تضربها ؛ فإنّها أمّك وهي بكم برّة » (٣).
وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « تمسّحوا بالأرض ؛ فإنّها أمّكم وهي بكم برّة » (٤).
المطلب الثاني : في كرويّة الأرض وما ضاهاها
اعلم أنّه قد أفاد في « البحار » أنّ الطبيعيّين والرياضيّين اتّفقوا على أنّ الأرض كرويّة بحسب الحسّ ، وكذا الماء المحيط بها ، وصار بمنزلة كرة واحدة فالماء ليس بتمام الاستدارة ، بل هو على هيئة كرة مجوّفة قطع بعض منها وملئت الأرض على وجه صارت الأرض مع الماء بمنزلة كرة واحدة ومع ذلك ليس شيء من سطحيه
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٧ : ٨٣ ، ح ١٠.
(٢) « تفسير علي بن إبراهيم » ٢ : ٥٩.
(٣) « كتاب النوادر » للراونديّ : ١٠٤.
(٤) نفس المصدر.