ويافث ، فزجرهما سام ، ونهاهما عن الضحك ـ وكان كلّما غطّى السام شيئا تكشفه الريح ، كشفه حام ويافث ـ فانتبه نوح عليهالسلام فرآهم وهم يضحكون ، فقال : ما هذا؟ فأخبره سام بما كان ، فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول : اللهمّ غيّر ماء صلب حام حتّى لا يولد إلاّ السودان ، اللهمّ! غيّر ماء صلب يافث ، فغيّر الله ماء صلبهما فجميع السودان ـ حيث كانوا ـ من حام ، وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج ، والصين من يافث حيث كانوا ، وجميع البيض سواهم من سام ، فقال نوح لحام ويافث : جعل ذرّيّتكما خولا لذرّيّة سام إلى يوم القيامة ؛ لأنّه برّ بي وعققتماني ، فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذرّيّتكما ظاهرة ، وسمة البرّ بي في ذرّيّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا » (١).
ومنها : ما روي في البحار أنّه ورد في الحديث : « إذا ولد المولود لبني آدم ، قرن إبليس به شيطانا ، وقرن الله به ملكا ، فالشيطان جاثم على أذن قلبه الأيسر ، والملك قائم على أذنه الأيمن ، فهما يدعوانه » (٢).
ومنها : ما أفاد في البحار في تفسير الآية الشريفة ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) (٣) حيث قال : فيروى أنّ الشيطان لمّا قال هذا الكلام ، رقّت قلوب الملائكة على البشر ، فقالوا : يا إلهنا! كيف يتخلّص الإنسان من الشيطان مع كونه مستوليا عليه من هذه الجهات الأربع؟! فأوحى الله تعالى إليهم : أنّه بقي للإنسان جهتان : الفوق ، والتحت ، فإذا رفع يده إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع ، أو وضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع ، غفرت له ذنب سبعين سنة » (٤).
__________________
(١) نفس المصدر ١ : ٣٢ ، الباب ٢٨ ، ح
(٢) « بحار الأنوار » ٦٠ : ١٤١.
(٣) الأعراف (٧) : ١٧.
(٤) « بحار الأنوار » ٦٠ : ١٥٥.