حسنة ؛ لاشتمالها على فوائد : كمعاضدة النقل (١) فيما يدلّ عليه العقل ) أي يستقلّ بمعرفته ، مثل وجود البارئ وعلمه وقدرته.
( واستفادة الحكم ) من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ( فيما لا يدلّ ) أي لا يستقلّ به العقل ، مثل الكلام والرؤية والمعاد الجسماني ؛ لئلاّ يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل.
( وإزالة الخوف ) الحاصل عند الإتيان بالمحسّنات ؛ لكونه تصرّفا في ملك الله بغير إذنه ، وعند تركها ؛ لكونه تركا للطاعة. ( و ) استفادة ( الحسن والقبح ) في الأفعال التي تحسن تارة وتقبح أخرى من غير إهداء العقل إلى معرفتها. ( و ) استفادة ( النافع والضارّ ) أي معرفة منافع الأغذية والأدوية ومضارّهما التي لا تفي بها التجربة إلاّ بعد أدوار وأطوار مع ما فيها من الأخطار. ( وحفظ النوع الإنساني ) فإنّ الإنسان مدنيّ بالطبع يحتاج إلى التعاون ، فلا بدّ من شرع يفرضه شارع يكون مطاعا ، كما ذكرنا في بيان حسن التكليف على طريقة حكماء الإسلام. ( وتكميل أشخاصه ) أي تكميل النفوس البشريّة ( بحسب استعداداتهم المختلفة ) في العلميّات والعمليّات.
( ويعلّمهم الصنائع الخفيّة ) من الحاجات والضروريّات ( والأخلاق ) الفاضلة الراجعة إلى الأشخاص ( والسياسات ) الكاملة العائدة إلى الجماعات من المنازل والمدن ( والإخبار بالعقاب والثواب ) ترغيبا في الحسنات ، وتحذيرا عن السيّئات ، إلى غير ذلك. ( فيحصل اللطف للمكلّف ) أي بعثة الأنبياء لطف من الله تعالى بالنسبة ( إلى عباده ).
( وشبهة البراهمة ) وهي أنّ البعثة إمّا لأجل ما يوافق العقل فلا حاجة فيه إليهم ، أو لأجل ما يخالفه ، وما يخالف العقل غير مقبول ، فلا فائدة في بعثتهم ؛ ( باطلة ؛ لما تقدّم ) من أنّ ما يوافق العقل قسمان : أحدهما ما استقلّ العقل بإدراكه. والثاني ما لا يستقلّ بإدراكه. والحاجة إليهم في القسم الثاني ، بل في القسم الأوّل أيضا
__________________
(١) في الأصل : « العقل » وما أثبتناه من المصدر.