الساعة؟ » فقلنا : بلى يا رسول الله ، فقال : « إنّ من أشراط الساعة إضاعة الصلاة ، واتّباع الشهوات ، وتعظيم المال ، وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء لما يرى من المنكر ، فلا يستطيع إنكاره.
فقال سلمان : وكلّ هذا كائن؟ فقال : « إي والذي نفس محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بيده ، فعندها يليهم الأمراء الجور ، والوزراء الفسق ، والعرفاء الظلم ، والأمناء الخيانة ، فعندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، ويصدّق الكاذب ويكذّب الصادق ، وتتأمّر النساء ، وتشاور الإماء ، وتعلو الصبيان المنابر ، ويكون الفجور ظرفا ، والزكاة مغرما ، والفيء مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، ويبرّ صديقه ، ويطلع الكوكب المذنّب ، فعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر غيضا ، والأولاد غيظا ، فإذا دخلت السوق فلا ترى إلاّ ذامّا لربّه ، هذا يقول : لم أبع شيئا ، وهذا يقول : لم أربح شيئا ، فعندها يملكهم قوم إن تكلّموا قتلوهم ، وإن سكتوا استباحوهم ، يسفكون دماءهم ويملئون قلوبهم رعبا ؛ فلا تراهم إلاّ خائفين مرعوبين ، فعندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب ، فالويل لضعفاء أمّتي منهم والويل لهم من الله ، لا يرحمون صغيرا ، ولا يوقّرون كبيرا ، قلوبهم قلوب الشياطين ، فعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويغار على الغلام كما تغار على الجارية في بيت أهلها ، ويشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وتعلو السروج الفروج ، فعلى أولئك من أمّتي لعنة الله.
فعندها تزخرف المساجد والمصاحف ، وتعلو المنابر ، وتكثر الصفوف ، قلوب متباغضة ، وألسن مختلفة ، فعندها تحلّى ذكور أمتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج ، ويظهر الربا ، ويتعاملون بالرشوة ، ويستعملون الغيبة ، فعندها يكثر الطلاق ، فما يقام له حدّ ، فعندها يحجّ ملوك أمّتي للنزهة ، وتحجّ أوساطهم للتجارة ، ويحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يتعلّمون القرآن لغير الله ، ويتّخذونه مزامير ، ويتفقّهون للجدال ، ويكثر أولاد الزنى ، ويغنّون بالقرآن ، ويتهافتون على الدنيا ، فإذا