[ التذنيب ] الخامس : في نبذ من المعجزات الصادرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على وفق ما انتخبت من كتاب بحار الأنوار ـ عدا ما مرّ ـ وهي كثيرة :
[١] : منها : ما روي من أبي محمّد العسكري عليهالسلام : « أنّه جاء قوم من المشركين ، فقالوا له : يا محمّد ، تزعم أنّك رسول ربّ العالمين ، فإنّك لا ترضى بذلك حتّى تزعم أنّك سيّدهم وأفضلهم ، وإن كنت نبيّنا فأتنا بآية كما تذكره عن الأنبياء من قبلك مثال نوح الذي جاء بالغرق ، ونجا في سفينته مع المؤمنين ، وإبراهيم الذي ذكرت أنّ النار جعلت عليه بردا وسلاما ، وموسى الذي زعمت أنّ الجبل رفع فوق رءوس أصحابه حتّى انقادوا لمّا دعاهم الله إليه صاغرين داخرين ، وعيسى الذي كان ينبّئهم بما كانوا يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، وصار هؤلاء المشركون فرقا أربعا ، هذه تقول : أظهر لنا آية نوح ، وهذه تقول : أظهر لنا آية موسى ، وهذه تقول : أظهر لنا آية إبراهيم ، وهذه تقول : أظهر لنا آية عيسى ، فقال رسول الله : إنّما أنا لكم نذير مبين آتيكم بآية بيّنة. هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والأمم وسائر العرب عن معارضته ، وهو بلغتكم وهو حجّة الله وحجّة نبيّه عليكم ، وما بعد ذلك فليس لي الاقتراح على ربّي ، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين إلى المقرّين بحجّة صدقه ، وآية حقّه ، وليس عليه أن يقترح بعد قيام الحجّة على ربّه ما يقترحه عليه المقترحون لا يعلمون أهل الصلاح أو الفساد فيما يقترحون.
فجاء جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمّد إنّ العليّ الأعلى يقرأ عليك السّلام ويقول : إنّي سأظهر لهم هذه الآية ، وأنّهم يكفرون بها إلاّ من أعصمه منهم ، ولكنّي أريهم ذلك زيادة في الاعتذار والإيضاح بحججك ، وقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح عليهالسلام : امضوا إلى جبل أبي قبيس فإذا بلغتم سفحه فترون آية نوح عليهالسلام ، فإذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا وبطفلين يكونان بين يديه.
وقل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم عليهالسلام : امضوا إلى حيث تريدون من