رأيتموهما سيكونان ، وسائر أفاضل أهلي ، فمن ركب هذه السفينة نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : فكذا الآخرة حميمها ونارها كالبحر ، وهؤلاء سفن أمّتي يعبرون بمحبّيهم وأوليائهم إلى الجنّة.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما سمعت هذا يا أبا جهل؟ قال : بلى أنظر إلى الفرقة الثانية فيبكون ويقولون : نشهد أنّك رسول ربّ العالمين ، وسيّد الخلق أجمعين ، مضينا إلى صحراء ملساء ونحن نتذاكر بيننا قولك ، فنظرنا السماء قد تشقّقت بجمر النيران يتناثر عنها ، ورأينا الأرض قد انصدعت ولهب النيران يخرج منها ، فما زالت كذلك حتّى طبقت الأرض وملأتها ، ومسّنا من شدّة حرّها حتّى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدّة حرّها ، وأيقنّا بالاشتواء والاحتراق بتلك النيران ، فبينما نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها ، فتدلّى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا ، وإذا مناد من السماء ينادينا : إن أردتم النجاة فتعلّقوا ببعض أهداب هذا الخمار ، فتعلّق كلّ واحد منّا بهدبة من أهداب ذلك الخمار ، فرفعنا في الهواء ونحن نشرف جمر النيران ولهبها لا يمسّنا شررها ، ولا يؤذينا حرّها ، ولا نثقل على الهدبة التي تعلّقنا بها ، ولا تنقطع الأهداب في أيدينا على رقّتها ، فما زال كذلك حتّى جازت بنا تلك النيران ، ثمّ وضع كلّ واحد منّا في صحن داره سالما معافى ، ثمّ خرجنا فالتقينا فجئناك عالمين بأنّه لا محيص عن دينك ، ولا معدل عنك ، وأنت أفضل من لجئ إليه واعتمد بعد الله عليه ، صادق في أقوالك ، حكيم في أفعالك.
فقال رسول الله : هذه الفرقة الثانية قد أراهم الله آية إبراهيم عليهالسلام. قال أبو جهل حتّى أنظر إلى الفرقة الثالثة وأسمع مقالها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لهذه الفرقة الثانية لمّا آمنوا ـ : يا عباد الله ، إنّ الله أغاثكم بتلك المرأة تدرون من هي؟ قالوا : لا.
قال : تلك تكون بنتي فاطمة عليهاالسلام وهي سيّدة النساء ، إنّ الله تعالى إذا بعث