يلزمني تصديق هؤلاء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبا جهل ، فإن كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدّة تحصيلهم فكيف تصدّق بمآثر آبائك ومساوئ أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدّق من الصين والعراق والشام إذا حدّثت عنها؟ هل المخبرون عن ذلك إلاّ دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع الكثيف الذين لا يجتمعون على باطل يتخرّصونه إلاّ كان بإزائهم من يكذّبهم ويخبر بضدّ إخبارهم؟ ألا وكلّ فرقة من هؤلاء محتجّون بما شاهدوا ، وأنت يا أبا جهل ، محجوج بما شاهدوا.
ثمّ أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله على الفرقة الثالثة فقال لهم : هذا حمزة عمّ رسول الله بلغه الله تعالى المنازل الرفيعة والدرجات العالية ، وأكرمه الله بالفضائل ؛ الشدّة حبّه لمحمّد صلىاللهعليهوآله وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أما إنّ حمزة عمّ محمّد لينحّي جهنّم عن محبّه كما نحّى عنكم اليوم الكعبة أن تقع عليكم.
قيل : وكيف ذلك يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّه يسري يوم القيامة إلى جانب الصراط عالم كثير من الناس لا يعرف عددهم إلاّ الله تعالى هم كانوا محبّي حمزة وكثير منهم أصحاب الذنوب والآثام ، فتحول حيطان بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنّة ، فيقولون : يا حمزة ، قد ترى ما نحن فيه ، فيقول حمزة لرسول الله ولعليّ بن أبي طالب صلىاللهعليهوآله : قد تريان أوليائي كيف يستغيثون بي؟ فيقول محمّد رسول الله لعليّ وليّ الله : يا عليّ أعن عمّك على إغاثة أوليائه ، واستنقاذهم من النار ، فيأتي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إلى الرمح الذي كان يقاتل به حمزة أعداء الله تعالى في الدنيا ، فيناوله إيّاه ويقول : يا عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويا عمّ أخي رسول الله ، ذد الجحيم عن أوليائك برمحك هذا كما كنت تذود به عن أولياء الله في الدنيا أعداء الله ، فتناول حمزة الرمح بيده فيضع زجّه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور إلى الجنّة على الصراط ، ويدفعها دفعة فينحّيها مسيرة خمسمائة عام ، ثمّ يقول لأوليائه والمحبّين الذين كانوا له في الدنيا : اعبروا ، فيعبرون على الصراط آمنين سالمين قد