وأجيب بأنّ غيبته كانت بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله وكفى منقبة أنّه صلىاللهعليهوآله أقام يده في البيعة مقام يده.
[ في خصائص عليّ عليهالسلام ]
( وعليّ عليهالسلام أفضل لكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع النبيّ صلىاللهعليهوآله بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في غزاة بدر ) وهي أوّل حرب امتحن بها المؤمنون لقلّتهم وكثرة المشركين ، فقتل عليّ الوليد بن عتبة ، ثمّ شيبة ، ثمّ ابن ربيعة ، ثمّ العاص بن سعد ، ثمّ سعد بن العاص ، ثمّ حنظلة بن أبي سفيان ، ثمّ طعيمة بن عدي ، ثمّ نوفل بن خويلد ، ولم يزل يقاتل حتّى قتل نصف المشركين ، والباقي من المسلمين وثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين قتلوا النصف الآخر ، ومع ذلك كانت الراية في يد عليّ (١).
وفي غزاة ( أحد ) جمع له رسول الله بين اللواء والراية ، وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة ، وكان يسمّى كبش الكتيبة فقتله عليّ فأخذ الراية غيره فقتله عليّ عليهالسلام ولم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتّى قتل تسعة نفر ، فانهزم المشركون واشتغل المسلمون بالغنائم ، فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبيّ ، وضربوه بالسيوف والرماح والحجر حتّى غشي عليه ، فانهزم الناس عنه سوى عليّ عليهالسلام فنظر إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد إفاقته وقال له : « اكفني هؤلاء » فهزمهم عنه فكان أكثر المقتولين منه (٢).
وفي ( يوم الأحزاب ) وقد بالغ في هذا اليوم في قتل المشركين ، وقتل عمرو بن عبد ودّ ، وكان بطل المشركين وطلب البراز مرارا فامتنع عنه المسلمون وعليّ يروم مبارزته والنبيّ صلىاللهعليهوآله يمنعه من ذلك لينظر صنيع المسلمين فلمّا رأى امتناعهم أذن له وعمّمه بعمامته ودعا له. قال حذيفة : لمّا دعا عمرو إلى المبارزة أحجم المسلمون عنه كافّة ما خلا عليّا عليهالسلام فإنّه برز إليه ، فقتله الله تعالى على يد
__________________
(١) « كشف المراد » : ٣٨٢ ؛ « مناقب آل أبي طالب » ٣ : ١٤٣ ؛ « المعجم الكبير » ١١ : ٣١١ ، الرقم ١٢١٠١.
(٢) « كشف المراد » : ٣٨٢ ؛ « الإرشاد » للمفيد ١ : ٨٢ ؛ « شرح نهج البلاغة » ١٥ : ٧.