عليّ عليهالسلام ، والذي نفس حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله إلى يوم القيامة ، وكان الفتح في ذلك اليوم على يد عليّ ، وقال النبيّ : لضربة عليّ خير من عبادة الثقلين (١).
( وفي غزاة خيبر ) واشتهار جهاده فيها غير خفيّ وفتح الله تعالى على يده ؛ فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حصر حصنهم ستّة عشر يوما ، وكانت الراية بيد عليّ فأصابه رمد فسلّم النبيّ صلىاللهعليهوآله الراية إلى أبي بكر ، وانصرف مع جماعة فرجعوا منهزمين خائفين ، فدفعها من الغد إلى عمر ففعل مثل ذلك ، فقال : « لأسلمنّ الراية غدا إلى رجل يحبّه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله كرّارا غير فرّار ائتوني بعليّ » فقيل : به رمد ، فتفل في عينيه فدفع الراية إليه فقتل مرحبا ، فانهزم أصحابه وغلقوا الأبواب وفتح عليّ الباب واقتلعه وجعله جسرا على الخندق وعبروا وظفروا ، فلمّا انصرفوا أخذه بيمينه ورماه أذرعا وكان يغلقه عشرون رجلا ، وعجز المسلمون من نقله حتّى نقله سبعون رجلا ، وقال عليّ : « ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة ولكن قلعته بقوّة ربّانيّة » (٢).
وفي غزاة ( حنين ) وقد سار النبيّ صلىاللهعليهوآله في عشرة آلاف من المسلمين فتعجّب أبو بكر من كثرتهم وقال : لن نغلب اليوم لقلّة ، فانهزموا بأجمعهم ولم يبق مع النبيّ صلىاللهعليهوآله سوى تسعة نفر : عليّ والعبّاس وابنه الفضل ، وأبو سفيان بن الحارث ، ونوفل بن الحارث ، وعبد الله بن الزبير ، وعتبة ومصعب ابنا أبي لهب فخرج أبو جزول فقتله عليّ فانهزم المشركون وأقبل النبيّ وسارقوا العدوّ فقتل عليّ أربعين وانهزم الباقون وغنمهم المسلمون (٣).
__________________
(١) « كشف المراد » : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ؛ « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : ٣٧٦ ؛ « مناقب آل أبي طالب » ٣ : ١٥٩ وما بعدها.
(٢) « مناقب آل أبي طالب » ٣ : ١٥٢ ؛ « المناقب » لابن المغازلي : ١٧٦ ـ ١٨٥ ؛ « الأمالي » للصدوق : ٤١٥ ، المجلس ٧٧ ، ح ١٠ ؛ « إثبات الهداة » ٤ : ٤٧٩ ، الرقم ٧٣.
(٣) « إعلام الورى » ١ : ٣٨٦ ؛ « كشف المراد » : ٣٨٣ ؛ « الإرشاد » للمفيد ١ : ١٤٠ وما بعدها.