بكلام فصيح ، فقال : تمنعني رزقا ساقه الله إليّ؟ فقال الرجل : يا عجبا الذئب يتكلّم ، فقال : أنتم أعجب وفي شأنكم للمعتبرين عبرة ، هذا محمّد يدعو إلى الحقّ ببطن مكّة وأنتم عنه لاهون ، فأبصر الرجل رشده وأقبل حتّى أسلم ، وأبقى يراجع شرفا لا تخلقه الأيّام يفتخرون به ، ويقولون : إنّا بنو مكلّم الذئب (١).
[٩] ومنها : كلام الشاة المسمومة المهداة من اليهوديّة بخيبر ، حيث دعا أصحابه إليه فوضع يده ، ثمّ قال : « ارفعوا فإنّها تخبرني بأنّها مسمومة » وقد كان صلىاللهعليهوآله تناول منها قليلا قبل أن كلّمته ، ليعلم أنّه مخلوق وعبد (٢).
وصار ذلك سبب الشهادة مع عوده كلّ سنة.
[١٠] ومنها : إشباع الألوف من قومه يوم الأحزاب بقوت رجل أو رجلين بعد دعوة رجل من أصحابه إليها واحتفال القوم معه ، وأمره صلىاللهعليهوآله بتغطية الإناء ، وأكل القوم كلّهم منه حتّى شبعوا كأن لم يجوعوا ، والطعام بحاله بلا نقص (٣).
[١١] ومنها : إشباع قومه في غزوة تبوك بفضلة زاد لهم وهي بضع عشرة تمرة ، حيث شكوا الجوع ، فطرحت تلك التمرة بين يديه فوضع يده عليها وقال : « كلوا بسم الله » فأكل القوم حتّى شبعوا وهي بحالها يرونها عيانا (٤).
[١٢] ومنها : أنّه صلىاللهعليهوآله ورد ماء لا يبلّ حلق أحد والقوم عطاش ، فشكوا ذلك إليه ، فأخذ سهما من كنانة فدفعه إلى رجل من أصحابه ، فغرزه في الركي بأمره ، فملأ من الماء إلى أعلاه فروي القوم وأخذوا منه للظعن ، وهم ثلاثون ألفا (٥).
[١٣] ومنها : تكلّم الظبية معه صلىاللهعليهوآله ـ حين وقعت في شبكة ـ وتخليتها لإرضاع
__________________
(١) المصدر السابق : ٧٩.
(٢) « كنز الفوائد » ١ : ١٧٣ ؛ « كشف الغمّة » ١ : ٢٧ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨٠.
(٣) « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٧ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨٠.
(٤) « كنز الفوائد » ١ : ٢٧ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨٠.
(٥) « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٨ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨١.