على أبي بكر وعمر ؛ لدلالة ذلك على كفر أبي بكر وعدم صلاحيّته فكذا عمر وعثمان كما لا يخفى.
المطلب الثالث :
[ في وجود صاحب الزمان وغيبته ]
إنّ صاحب الزمان موجود الآن ، غائب عن الأعيان ، وبوجوده استقرّ وجود الإنس والجانّ ، وسيظهر بإذن الله الملك المنّان ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، كما هو الضروري من المذهب.
والدليل على ذلك أنّ وجوده لطف كما أنّ في ظهوره لطفا ، فحيث لم يكن اللطف الأوّل مانع يجب تحقّقه ، فيجب وجوده ، وحيث كان للثاني مانع يجب غيبته إلى أن يصير ظهوره حسنا من جهة دفع الأقبح ، وهو الخروج عن الدين وتضييع شريعة سيّد المرسلين.
مضافا إلى النقل ، فعن أبي عبد الله صلىاللهعليهوآله : « أنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى الناس في ملكه ، حتّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى ، ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب ، وتتّصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء وبالحيرة ، حتّى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفراء يريد الجمعة فلا يدركها » (١).
وعن أبي جعفر عليهالسلام : « يدخل المهديّ الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له ، فيدخل حتّى يأتي المنبر فيخطب ولا يدري الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّ الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسجد لا يسعنا ، فيخرج إلى الغريّ فيخطّ مسجدا له ألف باب ويحفر من خلف قبر الحسين لهم نهرا حتّى يجري إلى الغريّين حتّى يرمي
__________________
(١) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٨١ ؛ « الغيبة » للطوسي : ٤٦٧ ـ ٤٦٨.