وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : « شرّ بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفّار » (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : « شرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت ، وهو واد بحضرموت ترد عليه هام الكفّار وصداهم » (٢).
وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : إنّ الناس يذكرون أنّ فراتنا يخرج من الجنّة ، فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصبّ فيه العيون والأودية؟
قال : فقال أبو جعفر عليهالسلام وأنا أسمع : « إنّ لله جنّة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على أثمارها ، وتأكل منها ، وتتنعّم فيها ، وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض تطير ذاهبة وجائية ، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس ، وتتلاقى في الهواء وتتعارف.
قال : وإنّ لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت ، أشدّ حرّا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة ».
قال : قلت : أصلحك الله ما حال الموحّدين المقرّين بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال : « أمّا هؤلاء فإنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنّه يخدّ له خدّ إلى الجنّة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيّئاته ، فإمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار ، فهؤلاء موقوفون لأمر الله ـ قال : ـ وكذلك يفعل الله بالمستضعفين
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٢٤٦ ، باب في أرواح الكفّار ، ح ٣.
(٢) المصدر السابق ، ح ٥.